لبى سيادة أحمد الشريف طلب السلطان محمد وحيد الدين، وأناب عن المجاهدين أحمد بن محمد بن أحمد الريفي وأمره بالإنضمام إلى الأمير محمد ادريس بعد سفره، وسافر من البريقة وركب معه الشيخ محمد عبد الله الموهوب، محمد صالح حرب، عثمان الشائقي، عبد السلام أبو قشاطة، الدكتور عبد السلام المسلاتي، وصالح بن محمد أبوعرقوب البرعصي، وركب الغواصة في شهر سبتمبر سنة 1918م الموافق ذي القعدة 1336هـ (?).

وجاء على لسان الأمير شكيب أرسلان قوله: (قال لي السيد أحمد الشريف قبل ركوبي الغواصة تحادثت مع الضباط الألمان الذين فيهم وسألتهم عن خطر ركوبها فقالوا لي لايخلو الأمر من الخطر، ولكني ما باليت بذلك لأنني كنت رأيت أستاذي سيدي أحمد الريفي في المنام فقال لي: الشيء الفلاني ستأخذه من بولا، ففي اليوم التالي سألت الضابط هل يوجد محل اسمه بولا؟ فقالوا لي نعم إن المرسى الذي ستنزل فيه من بلاد النمسا اسمه بولا، فاعتقدت أننا بالغو هذا المكان بحول الله وقوته) (?).

اضطرت الغواصة أن تبتعد عن الجزر التابعة لإيطاليا خوفاً من الديناميت المزروع في المدخل، وصادف أن اصطدمت بقمة صخرة كبيرة في قاع البحر وتعطلت محركاتها وخاف قبطانها، والبحارة خوفاً شديداً، وكان أحمد الشريف أثناء ذلك منهمكاً في صلاته، وعبادته التي كانت شبيهة بتسبيح نبي الله يونس عليه السلام عندما كان في بطن الحوت، وفي قعر البحر، فلما أخبروه بالواقع واتم صلاته التي كان فيها ثم قام معهم ببساطة ورباطة جأش وبقدرة الله العلي القدير وسبب دعاء أحمد الشريف إذ بالمحركات تشتغل فجأة وسر الجميع وعادت لهم الطمأنينة وحمدوا الله على النجاة (?)، ولاشك عندي أن احمد الشريف قد تلى قول الله تعالى:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015