يخلص العبادة إلى الله بعد أن عمل مافي وسعه من أجل قضية بلاده، ولكن الظروف المحلية في ليبيا والعالمية منعته من تحقيق أهدافه الإسلامية.
وقد اجتمع محمد صالح حرب مع الأمير عثمان فؤاد، وأوضح له حالة وظروف السيد أحمد الشريف وبين له معظم آرائه ومطالبه، كما اجتمع برمضان السويحلي مع الكثير من أعيان مصراته، ووجهائه، وعاد مندوب أحمد الشريف بسلام، وكانت نتيجة هذه الرحلة العمل على نقل أحمد الشريف إلى العاصمة العثمانية بواسطة إحدى الغواصات الألمانية، وبالفعل وضعت وزارة الحربية الألمانية تحت تصرف أحمد الشريف غواصة لنقله مع بعض أتباعه إلى النمسا، وأتفق على أن تبقى قواته في منطقة العقيلة في انتظار عودته، على أن تتلقى من القيادة العثمانية في مصراته مايمكن أن تجود به عليها مما كانت تحضره إليها الغواصات الألمانية (?).
ووصلت الغواصة الألمانية إلى برقة وكان بها يوسف باشا شتوان، وحسام الدين بي، وهما عضوان هامان في منظمة تشكيلاتي مخصوصة (?)، ويحملان رسالة من السلطان محمد وحيد الدين إلى السيد أحمد الشريف يدعوه فيها لزيارة استانبول (والسبب الحقيقي لهذه الدعوة هو أن الحالة في تركيا أصبحت تنذر بالخطر العظيم بسبب ثورة أمير مكة الشريف حسين ضدها، ومتابعة القبائل والجيوش العربية له، وانحلال جبهات القتال في فلسطين وسوريا والعراق. وكانت الحكومة العثمانية تثق كامل الثقة في إخلاص السيد أحمد الشريف للإسلام والخلافة، فأرادت أن تقنعه بالدخول في مفاوضات بينها وبين الشريف الحسين بن علي، على أن تعطي الشريف حسين مطالبه، هذه هي الحقيقة التي طلب من أجلها، أما في الظاهر فهو كما ذكر في وقته لتقليد السيف للسلطان عند جلوسه على العرش وللمفاهمة معه في خصوص ليبيا (?).