وتناول الحديث محمد حرب بعد ماتكلم ضباط الاتراك وانتقد الخطة الحربية العامة للضباط الاتراك، وكان رأيه مناقضاً لما ذكره (نوري وجعفر) ذلك أن التقدم من جهة الساحل (قرب البحر) وعلى أرض تكاد تكون مكشوفة بالكامل يُمكن -حسب رأيه- القوات الانكليزية على قوات المجاهدين، وتسليط نيرانهم المختلفة عليهم، هذا إضافة الى أن الأراضي الساحلية، متماسكة وتساعد الانكليز في أن يستخدموا عرباتهم وسياراتهم ونقلياتهم بسهولة، وكذلك فإن نشوب المعارك قرب البحر يُمَكن الانكليز من استغلال البحر سواء بسفنهم الحربية المزودة بالمدافع أو بنجدة سريعة للقوات الانكليزية إذا ماحقق المجاهدون انتصاراً عليها، وبناءً على ذلك، فقد كان رأي الضابط المصري (محمد حرب) هو أن يتحرك المجاهدون في ناحية الجنوب محاولة منهم لاحتلال الواحات المصرية على التتابع، ويُمَكِنَهم بذلك الإتصال بمشائخ العرب، ومسلمي الصعيد في المدن والقرى، الذين يرغبون في التخلص من الاستعمار الانكليزي، لعل حركة الجهاد تشعل ثورة قوية تعصف بالحكم الانكليزي في مصر، بالإضافة الى توفر الماء، والتمور، وبالاضافة الى ذلك فإن القوات الانكليزية تضطر الى نشر قواتها على طول وادي النيل وبشكل يستهلك جزءاً من هذه القوات (?).

ورأى أحمد الشريف بصفته رئيس الاجتماع ونائب السلطان العثماني، ان تنقسم قوات المجاهدين الى قسمين، قسم يتوجه الى الجنوب وهدفه احتلال الواحات المصرية، وكان هذا القسم يتألف من ثلاثة آلاف وخمسمائة مجاهد تقريباً يقوده محمد صالح حرب تحت اشراف السيد أحمد، والقسم الآخر يبقى في الشمال (الساحل) ويقوده جعفر العسكري ويشرف عليه القائد العام نوري باشا، وعدد رجاله ستة آلاف مجاهد (?). وانتهى ذلك الاجتماع على هذه المقررات، واتضح من خلال هذا الاجتماع بعض الأمور الهامة وفي مقدمتها مايلي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015