زغاوة والبديات، واعتدوا عليهم شر اعتداء وكان دافعهم إلى هذا الشر وداعيهم اليه قبل كل أحد زعيم الفزانين، واسمه الشيخ محمد أبو دوشي الفزاني أحد الخاضعين لسلطانكم والمستظلين بظل حمايتكم واحسانكم اذ ذهب برجاله إلى عربان غزاوة والبديات وطلب منهم الإنضمام إليه لمقاتلة الكبابيش وحرضهم على ذلك حتى انصاع اليه جمع منهم، فبلغ ذلك عدد عصابته التي أغار بها على ذلك النفر القلائل، ولم يخف سطوة الله عزوجل، ولم يذكر أن عمله المنكر فضلاً عن دونه يغضب الله وملائكته سيجلب عليه سخطكم وغضبكم الذي هو من سخط الله وغضبه، وكأنه لم يكفه أن يكون عدده كثيراً كالجيش الجرار، بإزاء جماعة الكبابيش الذين كانوا عند البئر بل أخذهم غدراً وفاجأهم على غرة منهم، فبينما كانوا آمنين لايحسبون للشر حساباً إذ أطلق عليهم رجاله من بنادقهم ناراً حامية كادت أن تحصدهم حصداً، فلما رآهم قد وقفوا أمامهم برهة من الزمن حملوا عليهم بسيوفهم ورماحهم، فطعنوا في صدورهم، أنكى الطعنات، وقتلوا بذلك ثمانية وجرحوا ثلاثة وأسروا اثنين وسلبوا ماكان معهم من سلاح ومتاع ثم استاقوا جمالهم وعددها مائة وواحد وأربعون بما عليها من الأحمال غير مبالين بأن يعدوا في شريعة الإسلام من العاثين في الأرض فساداً وأن جزاءهم فيها اذا وجدوا قضاة عدولاً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف، أو ينفوا من الأرض الخ الآية الكريمة، فيرى السيد حفظه الله ووفقه لاجراء عدله على حكم الله وسنة رسوله الأمين، أن جماعة الفزانين الذين ينسبون أنفسهم لطريقتكم الشريفة، ويعتزون
بطول البلاد وعرضها بعزها قد خانوا الله وخانوا محجة رسول الله البيضاء، وخانوا عهد طريقتكم السمحاء ولم يبالوا بغضب الله ولابغضبكم، ولم يذكروا اليوم الآخر وحسابه، وبطش الله وعقابه، وهذا غريب جداً أيها السيد الكريم مع ما يعلم القاصي والداني من خضوع هؤلاء الأقوام لسطوتكم وائتمارهم بأوامركم، ومع ماسارت الركبان والأمثال من أخبار عدلكم المشهور، وشدة بأسكم على أهل البغي والعناد، وماتحلى به شخصكم الكريم من صفات الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر التي انتهت اليكم تراثاً عن أسلافكم العظماء الأكابر ذوي البأس الشديد، والتاريخ