الأسلحة والعتاد ودواب التنقل مما كانوا في حاجة ملحة إليه جميعه وظل الحال على هذا المنوال (?).

تاسعاً: تمركز قوات أحمد الشريف قرب السلوم:

بعد أن سحبت تركيا قواتها وتركت البلاد تخوض جهاداً شعبياً، معتمدة على طاقاتها الكامنة، ومقوماتها الذاتية، عقد أحمد الشريف السنوسي اجتماعاً عاماً لشيوخ الزوايا، ورؤساء الجند، وزعماء القبائل، تدارسوا خلاله الأوضاع العامة في برقة، واحتمالات الحرب، ومدى استعدادهم لمحاربة القوات الإيطالية الصليبية، واستقر رأيهم على الانتقال بكافة القوات الجهادية التي كان يبلغ عددها قرابة السبعة آلاف مقاتل، إلى منطقة إمساعد القرية الحدودية والمتاخمة للحدود الشرقية مع مصر، لأن مصر تشكل عمقاً استراتيجياً لقوات المجاهدين، وكانت تأتيها المساعدات من قبل المسلمين بالتهريب عبر الحدود، وكانت بريطانيا مضطرة لغض البصر على المساعدات التي كانت تصل المجاهدين خوفاً من إثارة الرأي العام الإسلامي ضدها، وخاصة مستعمراتها، إذا ماظهرت متآمرة على جهاد الليبيين ومع اقتراب الحرب العالمية الأولى ذهبت بريطانيا للتقرب من أحمد الشريف وحاولت أن تمد جسورها معه، كي تستعمله ورقة ضغط على إيطاليا، لاسيما وأن ملامح الحرب العالمية الأولى كانت قد بدأت تلوح في الآفاق، وكان أحمد الشريف يقظاً لما يجري حوله، فأقام معسكرات التدريب، ورسم خطة للدفاع، وحماية الشعب، والاستعداد للجهاد، وشرع أحمد الشريف في تشكيل جيش نظامي مدرب، ليخوض به غمار حرب طويلة المدى ضد العدو الصليبي الإيطالي ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى بدأت الدول تتسارع وتتسابق لكسب ود أحمد الشريف وقواته المجاهدة، كانت القوى المهتمة بكسب أحمد الشريف إلى جانبها هي تركيا، وألمانيا بالدرجة الأولى وبريطانيا ومصر بعد ذلك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015