وقد حفظ لنا التاريخ اسماء كثيرة ساهمت في دعم حركة الجهاد من تونس، وتشاد، والنيجر، ومالي، والسودان، ومصر، والجزائر، والشام، وتركيا وغيرها ويمكن الرجوع الى المقال الذي كتبه محمد الاسطى بعنوان صدى حركة الجهاد الليبي في العالم الاسلامي وهو من منشورات مركز دراسة جهاد الليبيين ضد الغزو الايطالي فيه معلومات جيدة عن اسماء من ساهم في الدعم الجهادي (?).

إن الذين كتبوا عن الجهاد وقالوا بأن الليبيين جاهدوا الايطاليين وحدهم دون أن يتلقوا أية عون او مساعدة، افتروا على الواقع الذي حدث وزيفوا الحقائق وهضموا حقوق اخوانهم، فهذا الجنرال الايطالي غرسياني يعترف بذلك ويقول إن مساعدة مصر للمجاهدين اجبرته على أن يأخذ الاحتياطات اللازمة في مراقبة الحدود الشرقية (?).

ثالثاً: معاهدة أوشي وانسحاب الاتراك:

واجهت القوات الايطالية في ليبيا مقاومة عنيفة، والتحم المجاهدون بالأتراك، وشكلوا قوة عسكرية ضاربة، وأدركت إيطاليا عجزها عن اتمام احتلال بقية الولاية، ولذلك قررت أن تهاجم الدولة العثمانية في مراكزها الضعيفة، وتوجهت لهذا السبب نحو الجزر الاثنى عشر التي كانت تؤلف الولاية المعروفة باسم (مجموعة جزر بحر إيجة -الدردنيل-)، ففي الثامن عشر من جمادى الاولى سنة 1330هـ الموافق 4 مايو سنة 1912م، قامت اساطيل ايطاليا بإحتلال الجزر، ثم قامت بتهديد مدخل الدردنيل، وقصفت ميناء بيروت على ساحل الشام وكأنها بذلك تدعو الى توسيع رقعة الحرب، وهذا ماأثار الدول الأوروبية خاصة بريطانيا العظمى صاحبة الإشراف المباشر على الحركة البحرية المتوجهة الى البحر الأسود وقناة السويس (?).

وقد أقامت ايطاليا ادارة لهذه الجزر، وأصدرت بها طوابع بريد ايطالية، واستبدلت بالبحارة الذين قاموا بعملية الاحتلال حاميات ايطالية من الجنود وحملة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015