لدعم الشعب الليبي مادياً ومعنوياً، ووصل الأمير شكيب ارسلان على رأس بعثة طبية كان عدد جمالها التي تحمل الاثقال من المؤن والأدوية 650 جملاً يصحبه خمس أشخص من أخص رجاله، قد تطوعوا للجهاد ببرقة وهم؛ شبلي عبد الصمد، عجاج عبد الصمد، عباس عبد الخالق، شاهين عبد الخالق، يوسف احمد فياض.
وقام أنور باشا باختيار مجموعات من الشباب الليبي وارسلهم الى استانبول لتعليمهم النظم السياسية والعسكرية الجديدة وقد احسن بما صنع، ليشرفوا على قيادة الجيش الوطني الذي نهض في إعداده وتدافع المجاهدون المسلمون من كل مكان الى ميدان القتال عن طيب خاطر، وجاد المسلمون الخيرون بأموالهم، وأعز ماملكت أيديهم، وفاضت قرائح الشعراء، وأقلام الكتاّب بما أوحته ضمائرهم، وقامت الصحف وفي طليعتها المؤيد الغراء بدورها وكانت حلقة الاتصال بين جهاد الليبيين والعالم الخارجي، وكانت المساعدات تأتي من العالم الاسلامي الى مصر الى اللجان المختصة والتي اشرف عليها علي يوسف، وعمر طوسون وترسل الى المجاهدين، وكانت والدة الخديوي (ام المحسنين) تنفق الاموال، والمؤن، والملابس، والأدوية، والقوافل المحملة للمجاهدين وعندما قابلت الوفد الذي استلم هذه الاشياء قالت: (انني لم أفعل شيئاً يذكر في جانب مايقوم به أولئك المجاهدون في سبيل الله والوطن وإنني قلقة لأنني لم أسمع منذ أيام خبراً عن ميدان القتال) (?)، وكانت المساعدات تأتي من أهل الشام، الى بلاد مصر ثم تدخل الى ليبيا، وكان الليبيون الذين هاجروا الى مصر من عشرات السنين قد وقفوا وقفة رجل واحد بالمال (?) والرجال، وكان أحمد الباسل من وجهاء مصر سنداً قوياً لحركة الجهاد في ليبيا قد كتب للسيد السنوسي الأشهب رداً على رسالة وصلت إليه: (إني وما أملك تحت تصرفكم ولمساعدتكم وإنكم قمتم بما يرفع شأن العروبة في جميع أنحاء الدنيا، وإنكم لن تغلبوا وفيكم الغازي العظيم سيد مجاهدي القرن الرابع عشر السيد احمد