أهالي بنغازي بأكرام المجاهدين، رغم وجود الامتعة والزاد الكافي، فأكرموهم غاية الاكرام، وفتحت الحكومة العثمانية مخازن الاسلحة وكانت جلها بنادق لاتزيد عن أربعة آلاف بندقية وشرع المجاهدون في مهاجمة العدو الغاشم وكلفوه خسائر في الأرواح واستشهد الكثير من ابناء المسلمين وتعرف هذه المعركة بواقعة (جليانه) ثم بعد يومين من ذلك انقض المجاهدون على الايطاليين بموقع الصابري وقاتلوهم قتالاً عنيفاً، وغنموا منهم اسلحة كثيرة، وبعد ذلك بيومين كانت واقعة السلاوي الشهيرة، وكان يقود المجاهدين الشيخ عبد الله الاشهب، فأظهر شجاعة فائقة، وقدرة نادرة، ورأياً سديداً في توجيه قوات المجاهدين، وتحميسهم للجهاد، وحقق المجاهدون انتصاراً رائعاً، وغنموا جميع ماكان مع الايطاليين في الميدان من المؤن، والعتاد الحربي، وكان عدد الشهداء كثيراً، وبعد واقعة السلاوي ألتحم المجاهدون في معركة حامية الوطيس مع العدو بقرب البركة بالموقع المعروف بـ (هوى الزرده) فأستشهد فيه الكثير من المجاهدين ومن بين الشهداء مائة وخمسون شهيداً من قبيلة واحدة هي عائلة إبراهيم العواقير عدا شهداء أهل مدينة بنغازي وبقية القبائل الاخرى، ولقد أظهر سكان مدينة بنغازي من أصناف البطولة، والكرم الفياض، والصبر العجيب، والثبات النادر، والشجاعة العظيمة ما أثار إعجاب اخوانهم من القبائل (?).

وبدأت النجدات العسكرية تتوافد الى مدينة بنغازي بتحريك شيوخ الحركة السنوسية، فوصلت كتيبة قبيلة العرفا، وعددها ثلاثمائة مسلح يقودها الشيخ عمران السكوري، وتلتها بقية النجدات التي جاء بها زعماء القبائل، وشيوخ الزوايا من كل حدب وصوب:

? الشيخ عبد الله الأشهب وكيل رئيس زاوية مسوس، ورؤساء قبائل العواقير.

? الشيخ محمد علي عبد المولى رئيس زاوية أم شخنب، ورؤساء قبائل ابراهيم العواقير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015