المبحث الرابع الجهاد في برقة

المبحث الرابع

الجهاد في برقة

في 24 من شهر شوال 1329هـ الموافق 19 أكتوبر 1911م وقف الاسطول الايطالي بميناء بنغازي الآمنة العزلاء وقذفها بوابل من قنابله في غير شفقة ولا رحمة وفي 22 من الشهر وقف بميدان درنه، وبعد التمهيد بقذف القنابل انزل بها قوة عسكرية وسرعان ما طير الخبر الى الشيخ المجاهد احمد الشريف بالكفرة، فامر بالوقوف في وجه المعتدي، والاستعداد لقتاله والتضحية في سبيل الوطن بالنفس والنفيس، وكتب الى رؤساء الزوايا في برقة وطرابلس والى شيوخ وأعيان القبائل يأمرهم بالدفاع ويحثهم على الجهاد، وكاتب الملوك، والأمراء وزعماء العالم الاسلامي طالباً منهم الوقوف مع إخوانهم المسلمين في ليبيا ضد العدوان الصليبي الغاشم، وفي شهر رجب سنة 1330هـ/1913م تحول من الكفره الى الجغبوب ليكون قريباً من ساحة الوغى.

استطاع الايطاليون احتلال كبريات مدن ليبيا الساحلية، كطرابلس ودرنة وطبرق، وكانت الحامية العثمانية في بنغازي تحت قيادة القمندان شكري بك في منتهى الضعف فلا تستطيع أن تحمي نفسها فضلاً عن كونها تدافع عن البلاد التي كان احتلالها في رأي المحتلين والاوساط السياسية في أوروبا أمراً مفروغاً منه.

أخذ متصرف بنغازي فؤاد مراد بك يعقد اجتماعات مجلس الادارة ويتشاور معهم وكان وقتئذاك رئيس الزاوية السنوسية ببنغازي هو أحمد العيساوي، فطلب منه المتصرف أن يحضر جميع الاجتماعات التي تعقد.

لقد جاهد أسود مدينة بنغازي شيباً وشباباً عن مدينتهم دفاعاً مجيداً، فأظهروا من البطولة والشجاعة النادرة، ماجعلهم محل التقدير من كل المسلمين، وسجلوا صفحات مجيدة خالدة بماء الذهب في سجل التاريخ، وقد ساهمت القبائل القريبة من مدينة بنغازي في الجهاد، وأول من وصل منها قبيلة العواقير ومن معهم، وقام

طور بواسطة نورين ميديا © 2015