الامير) إدريس السنوسي أمراً الى صفي الدين بالعودة من طرابلس الى برقة وأن يترك الأمر بعد تطهير اكثر البلاد من الطليان أطفاءً للفتن وحقناً للدماء (?).
وأما بالنسبة لجهاد الجنوب في فزان والجفرة والنواحي الغربية من فزان، فقد تولى قيادتها محمد عابد السنوسي نائب احمد الشريف، وقد اتخذ مركزه بزاوية (واو) ويتبع هذه القيادة ثلاث معسكرات احدهما يراسه وكيل محمد عابد وكبير مستشاريه الشيخ محمد الاشهب، أما المعسكر الثالث بالجهات الغربية الشمالية من فزان يراسه الشيخ السني، ويشرف على الادارة العامة محمد علي الاشهب، فاشتركت هذه المعسكرات في المعارك الدموية مع الطليان بالجفرة وفزان وقد كانت هذه الجهات بيد العدو (?)، واهتم احمد الشريف بأمر فزان واتخذ من (زلة) قاعدة للإغارة على إمدادات الايطاليين بفزان وحدث أول هجوم في 26 اغسطس عندما أبيد طابور كان يسير عبر حمادة، وكانت تلك الحادثة بداية النهاية لاحتلال فزان الذي دام قليلاً وبإنقطاع، الامدادات عن القوات الايطالية في فزان احاطت بها القوات الاسلامية الليبية المجاهدة، وشاركت في تلك المعارك قوات المجاهدين من قبائل التبو والطوارق، واستطاعت قوات المجاهدين أن تقضي على حامية (ادرى) و (أبارى) وفتحت قلعة سبها، وسقطت مرزق، ولجأت قوات الايطاليين في غات الى جنوب الجزائر وطلبت حماية الفرنسيين، ثم تراجعت القوات الايطالية الى سوكنة ثم مصراته، وتخلوا عن غدامس، وغريان، وأعلنت طرابلس حالة الطوارئ (?)، وكان من أعيان فزان الذي قاد الجهاد المقدس ضد إيطاليا المجاهد الكبير محمد بن عبد الله البوسيفي، ونازل أهل فزان القوات الايطالية في ثلاث معارك مشهورة في (الشبب) و (أشكدة) و (المحروقة) واستشهد فيها محمد بن عبد الله البوسيفي رحمه الله تعالى (?).