وقد اعترف السلطان العثماني نفسه بهذه الجهود التي قام بها أحمد الشريف السنوسي، فأهداه في هذا الشهر نفسه (مارس 1912م) سيفاً ونيشاناً مرصعاً بالجواهر مكافأة وتقديراً لجهود أحمد الشريف.

بيد ان جهود الحركة السنوسية كانت أكثر وضوحاً وأعمق أثراً في سير الجهاد ضد إيطاليا في برقة وهذا ما سنأتي على بيانه بإذن الله تعالى (?).

لقد اصبح العدو في حيص وبيص، ولم يتمكن من احتلال الدواخل بعد الثغور التي احتلها الاسطول، واضطرت ايطاليا الى إعادة حساباتها، ولكي لاتظهر إيطاليا أمام المجتمع الأوروبي السياسي منهكة، وأن قواتها غير قادرة على اخضاع ليبيا لسيطرتها، ولإخفاء فشلها لجأت الى إصدار بيان تعلن فيه ضم ليبيا إليها وهدفت من ذلك البيان عدة أمور منها:

- إقناع الدول الأوروبية بأن إيطاليا قد ملكت زمام الأمر في ولاية طرابلس.

- وضع الامبراطورية العثمانية أمام الأمر الواقع، وإجبارها على الاعتراف بسيادتها على ليبيا.

- إيقاف المعارك الحربية لأنها ستصبح غير قانونية، أو شرعية في مواجهة الدولة الايطالية صاحبة السيادة الجديدة (?).

إن قرار الضم الذي أعلنته إيطاليا، جعل الدولة العثمانية تعلن احتجاجها عليه، وعدت ذلك خرقاً صريحاً، للقانون الدولي، وقد استندت الدولة العثمانية الى نجاح المقاومة الجهادية، وعجز القوات الايطالية عن تحقيق أي نصر (?).

وابرق السلطان في 2 اكتوبر الى ملك انكلترا وإمبراطور ألمانيا وحكومات أوروبا، ورئيس الجمهورية الفرنسية، وبقية الملوك والقياصرة يطلب منهما فض النزاع القائم، وحقن دماء البشر، ولكن بدون جدوى، فقد اعتذرت كل هذه الحكومات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015