انطلاق، وقامت البعثات الإيطالية بالتجسس على أوضاع ليبيا الإقتصادية، والزراعية، وقامت بدراسة قرى بنغازي وتوكره، والمرج، ودرنة، وشحات، وطلميثة، وطبرق، وأتيحت لهم فرصة الإطلاع على أحوال ليبيا وعادات الشعب، وطريقة حياتهم، ثم عادوا إلى إيطاليا وقد رفعوا أبحاثهم إلى السلطات الحاكمة، وألقوا المحاضرات، والخطب الرنانة لتشجيع حكوماتهم، وشعبهم على إحتلال ليبيا (?)، لقد تمكنت إيطاليا من فتح بنك روما في طرابلس وأنشئت فروعه في ليبيا، وبنت المصانع، والمدارس، ودرست الأوضاع بعناية، وأرصدت الأموال لذلك.

يرى الباحث أنهم استمروا أكثر من ثلاثين سنة وهم يجمعون المعلومات ويرسلون الجواسيس ويخططون لغزو البلاد، ويتوغلون في المجتمع بالمؤسسات التجارية، والمدارس العلمية .. الخ لغزو ديار المسلمين، وهتك أعراضهم، وتدمير بلادهم، وقتل أشرافهم، وسبي نساءهم قال تعالى:" ولايزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم ان استطاعوا" (سورة البقرة، آية).

وفي سنة 1900م قامت شركة (روباتينو) للملاحة بمد خطاً بحرياً منتظماً مع مدينة طرابلس وفي ديسمبر من نفس السنة أبرم بين فرنسا وإيطاليا إتفاق، ثم التأكيد عليه مجدداً في مايو سنة 1902م وهو عبارة عن بروتوكول يقضي بعدم تدخل متبادل بين الدولتين، وبموجبه أعلنت إيطاليا أنها لن تكون لها أي مطامع استعمارية في مراكش، وأعلنت في مقابل ذلك أنه لن تكون لها هي الأخرى أية مطامع استعمارية في طرابلس وفي سنة 1907م فتح مصرف روما فروعا له في طرابلس، فاستثمرت بها رؤوس أموال وأنشئت مصالح إيطالية، كما تم تطوير الخطوط المحلية معها، والمدارس الإيطالية فيها، وأخذت الحكومة تشجع وتدعم مشاريع مواطنيها الذين كانوا يصطدمون باستمرار بالعقبات التي تواجههم في طريقهم (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015