وأولادنا قد عاهدوا الله والشرف والذمة على أن يريقوا، وبكل سرور آخر نقطة من دمائهم قبل أن يدنس وطنهم أعداء السلطة العثمانية (?).

وهذا الخطاب يدل على مدى ارتباط المسلمين في ليبيا بالخلافة الإسلامية وعلى أصالتهم في مكافحة وجهاد عدوهم وعلى حبهم للموت في سبيل الله وصد كل عدو يفكر في الاعتداء على أراضيهم والنيل من مقدساتهم ولازالت هذه المعاني تجري في دماء الأحفاد الذين ورثوها من الأجداد من أصالة وديانة وشرف قال تعالى: " ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم " عينت الدولة العثمانية، رجب باشا (1904 - 1908) والياً على طرابلس، وكان من أشد الناس وطأة على سياسة إيطاليا، وعهده كان متميزاً بالنشاط والصلاح (ووقف للسياسة الإيطالية في كل طريق، وماسلكت السياسة الإيطالية سبيلاً إلاّ وجدت رجب باشا، واقفاً لها بالمرصاد) (?).

ومع هذا لم تتوقف المساعي الإيطالية للتغلغل في طرابلس وبرقة، وكانت معظم البعثات الإيطالية التي قدمت إليها في تلك الفترة، قد قامت بزيارتها بناء على مبادرة من الجمعية الإيطالية للاستكشاف الجغرافي والتجاري التي كانت مدينة ميلانو مركزاً لها، وبإيعاز من رئيسها (كامبيريو) مدير مبعثات كثيرة منها بعثت (مانفريد كامبيريو)، وجوزيتِّبي هايمان في سنة 1881م ويبيترو عام 1882م،1883م بنيشة في عام 1895م؟ فينا بيّادى ديني، و (بيدويتى في سنة 1901م، و (هابنهير)، و (دي سانكتيس) في سنة 1910م وغيرهم كثير، وبعض هذه البعثات أحدثت ضجة واسعة، إذ أن أعضائها قد سجنوا من قبل الأتراك الذين لم يطلقوا سراحهم إلا في نوفمبر 1912م (?).

قام أول هؤلاء المبعوثين (كامبيريو) في سنة 1880م برحلة إلى طرابلس وزار خلالها الخمس ومسلاته، وعند عودته إلى ميلانو طلب من جمعية الإستكشاف الإيطالية إرسال جواسيس إلى برقة لإقامة مراكز تجارية في بنغازي، ودرنه كنقط

طور بواسطة نورين ميديا © 2015