إلى الطريقة السنوسية، وأصبح مقدم السنوسية في منطقة تبكتو، وصحراء مالي الشمالية، ولهذا أعلن الجهاد ضد فرنسا في صحراء مالي، وشمال موريتانيا، والساقية الحمراء، إلى جنوب المغرب بوادي نون عند أخواله قبيلة (تكنه)، وجنوب الجزائر لدى توارق الهقّار الذي يقدِّرونه لنسبه الشريف، ولعلمه وتضلّعه في الدين، واستمر في جهاده مابين 1892م إلى 1917م، يهاجم القوات الفرنسية في مناطق صحراء مالي، وجنوب الجزائر متحالفاً مع الخليفة ولد محمد، ومتصلاً بالليبيين في جنوب الجزائر وبمركز الحركة السنوسية في الكفرة، واستمر عابدين يقود كتائب الجهاد ضد فرنسا في جنوب المغرب، وشمال موريتانيا، وجنوب الجزائر، وشمال مالي، وشمال النيجر. لقد قال العقيد الفرنسي كلوب عند مغادرته تيبكتو في عام 1899م (الموت وحده الذي سينقذنا من عابدين) (?).
توفي عابدين مجاهداً في جنوب المغرب في أثناء الحرب العالمية الثانية، لقد استمر يجاهد في الصحراء الكبرى قرابة نصف قرن دون أن يهادن أو يرمي السلاح لقد كان هذا المجاهد من مالي، وينتسب للحركة السنوسية (?).
هؤلاء من أشهر القادة السنوسيين الذين قادوا حركة الجهاد ضد فرنسا.
إن الغزو الإيطالي جعل القيادة السنوسية تنقل ثقلها نحو الشمال، وإن كانت حركة الجهاد ضد فرنسا استمرت بقيادة القادة السنوسيين إلى مابعد الحرب العالمية الثانية، وفي فترة زعامة أحمد الشريف كان يشرف بنفسه على حركة الجهاد ضد فرنسا، وكان يحث التجار على السفر إلى السودان بتجارتهم سيما الأسلحة، ويقول لهم إنها من أربح التجارة، وكان يكاتب أعيان برقة ويطلب منهم أن يرسلوا الأسلحة، وفي مكاتبته عام 1328هـ طلب منهم يبعثوا بألف وخمسمائة بندقية ثمنها من جيبه الخاص وأرسلها إلى المجاهدين في السودان وقد وردت عنه هذه الكلمة: (ليس عندي صديق أعز ممن يساعدني بالسلاح) (?).