والاجلال. وإن سألتم عنا فإننا ولله الحمد تحت مجاري الأقدار ساكنون، وفي قبضة من يقول للشيء كن فيكون ولنفحات المولى جل وعلا متعرضون، وبما حكم به سبحانه وتعالى راضون، وعن جميع مالا يرضى الخالق بحوله وقوته معرضون، وبما وعدنا به الله ورسوله موقنون، ولاغتلاس المنون مترقبون، سائلين منه تعالى منح مابشر به الصابرون القائلون عند المصيبة إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. اجرنا الله وآجركم في مصيبتنا ومصيبتكم بالاستاذ الذي طلما رشد الخلق والى طريق الحق يهدي، سيدنا محمد ابن المهدي - رضي الله عنه -، وأرضاه وجعل الجنة متقلبه مثواه، ونفعنا بأسراره وأسرار آبائه وجعلنا من المفلحين الذين هم حزب الله من أوليائه وأصفيائه فقد نقله من الدنيا الى الآخرة التي هي خير في منتصف نهار يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر الخير من سنة عشرين وثلاثماية وألف، ضاعف الله له الخيرات وضاعف الضعوف ألوف ضعف وسقى بشابيب الرحمة تربته، واسكنه مع الذين أنعم الله عليهم جنته إنه جواد كريم بر رحيم، ومنا جزيل السلام الى جميع الاخوان والمحبين ومن عندنا سلم عليكم صنوناً السيد محمد عابد والسيد محمد ادريس، وكافة الانجال والاخوان والسلام) (?)

تاريخ 7 ربيع الأول 1320هـ.

وهكذا انتقل السيد المهدي الى رحمة الله وهو لم يبلغ الستين من عمره، استطاع خلالها أن يتوسع في ميادين الدعوة، مقتفياً في ذلك منهج والده، ومات وهو في طريقه نحو ساحات الوغى، وألهب مشاعر اتباعه، ودفعهم نحو حب الجهاد، وورّث القيادة لجيل آخر استطاع أن يقارع فرنسا، وإيطاليا، وانجلترا بقيادة احمد الشريف.

واختم حياة الامام المهدي بهذه القصيدة الرائعة التي تدل على الطاقات الكامنة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015