لقد تأثر الإمام المهدي لوفاة أخيه وصبر واحتسب، وبكاه الإخوان السنوسيون في كافة الأقطار، وأبّنُه العلماء والشعراء والخطباء ومن بينهم، أبو سيف مقرب، والسيد السني، وهذه القصائد تدل على مدى النبوغ الأدبي الذي وصل إليه أتباع الحركة السنوسية:
قال الشيخ الشاعر العلامة محمد السني في رثاء محمد الشريف:
هجمت علي من الزمان خطوب ... ومصائب منها القلوب تذوب
خطب يئن له الجماد وتنثنى ... منه متون العزم وهي صلوب
نوب تنوب وحادث زواعج ... ترمي الورى بسهامها فتصيب
جلت وجل بها المصائب وغادرت ... رحب الفؤاد يئن وهو كئيب
لبس الاساء منه الاساء كما اكتسى ... ثوب السواد لاجلها جغبوب
عهدي بربع الحل ملتحف البها ... مخضرة أرجاء مرغوب
والشمل مجتمع ونشر البين في ... طي وذيل سروره مسحوب
واليوم أصبح مقشعراً نازحاً ... وحشى الطلول لاجلهم مخروب
دارت عليه من الزمان دوائر ... أبدلهن على السرور وثوب
لادر در البين يوم ترحلوا ... وسرت بهم نجب المنون تجوب
وحدي بهم حاد النوى والقلب في ... نار الجوى متقلب مرغوب
سقيا لايام مضت لما انقضت ... ان البكاء لاجلهم مطلوب
كل الرزايا ان توالت أسليت ... إلا مصابك (ياشريف) صعيب
رزؤبة ثكل الفضائل كلها ... ولوقعه وجه الزمان قطوب
تبكيك أبصار لانك نورها ... وبصائر منكم لها تطبيب
ومعاشر أنتم ربيع قلوبهم ... ومعاهد أنتم لها أشبوب
وفرائض ونوافل ومحافل ... ومشارق ومغارب وجنوب
وبكى عليك الجو يقطر دمعه ... وعلاه من أحزانه تثريب
أسفي وتهيامي وحر لواعجي ... وقريح جفني بالدموع سكوب