سكانها المعروفين، من قبائل الزوية حتى أصبحت ذات أهمية كبرى في وقت قصير (?) وأصبحت قبيلة الزوية بمثابة الحرس الخاص لزعيم الحركة السنوسية (?).
تولى المهدي السنوسي تصريف أمور الحركة من الكفرة، فعجت بالحركة، وأصبح اتباع الحركة يقدمون إليها من كل حدب وصوب، حتى ضاقت بهم مساكنها. وفي إحدى رسائل المهدي إلى محمد علي المحجوب في زاوية الطيلمون بليبيا يطلب المهدي إرسال خيام لأن وفوداً كثيرة جاءت للتسليم عليه وهو خجل لعدم وجود بيوت تأويهم (?).
وقام الإمام السنوسي بإرسال رسله إلى مختلف الجهات، فأرسل مرتضى فركاش بن أبي خريص بكتاب إلى سلطان واداي ومعه رجلان، وأرسل رسالة لوالي بنغازي، وانتظمت الرسائل بينه وبين الزوايا، ونظم حياة الأهالي في الكفرة، وفرض النظام، ومنع الإعتداءات، ونشر السلام بين قبيلتي زوية والتبو اللتين تسكنان تلك المنطقة، ووجه الأتباع نحو العمل المثمر، سواء في تعمير الزوايا، والدعوة إلى الله، أو في التجارة، وقد زاد تبعاً لذلك عدد سكان الكفرة وانتعشت حياة الأهالي وعم الرخاء، واهتم بحفر الآبار المتتابعة، على طول خطوط القوافل، فكان يرسل البعثات لإتمام ذلك، وأصبحت الكفرة ملتقى القوافل مابين السودان الغربي (تشاد) والسودان الشرقي وسواحل برقة، ومن البعثات الاستكشافية التي أرسلها الإمام السنوسي التي اكتشفت حطية العوينات والحطايا التي تكتنفها ولم تكن معروفة قبل ذلك، كما يقول الأشهب (?)، وخفّ إلى تلك الحطايا عدد من رجال قبيلة زويه، وكانت تلك القبيلة صادقة في وعدها لإمام الحركة السنوسية، فقامت بأعمال كبيرة لصالح الدعوة الإسلامية. ويبدو أن ابن السنوسي المؤسس عرف قدراتها، فاهتم بها، ويظهر هذا جلياً في حواره مع عقيلة الزوي عند بناء الجغبوب حيث حدثه عن رغبته في بناء