المؤيد العظم أحد ياورات السلطان الى واحة الجغبوب في لييا وذلك عام 1889م ومما جاء في أخبار البعثة أن المهدي السنوسي قد أحسن استقبال البعثة واتاح لاعضائها مشاهدة زاوية الجغبوب والأطلاع على أعمال أتباع السنوسية، وأن المهدي السنوسي لم يكن إلا داعياً مرشداً، وإنه يدعو بالتأييد للدولة العثمانية وتوفيق الحضرة السلطانية (?).

وبعد انتقال المهدي السنوسي من واحة الجغبوب الى واحة الكفرة في اقصى الجنوب من ولاية طرابلس عام 1895م، أرسل أحد اتباعه وهو الشيخ عبد العزيز العيساوي الى استانبول، لتأكيد اخلاصه وولائه للسلطان العثماني، وليطلب منه تأكيد الفرمانات التي صدرت من قبل للسنوسيين (?).

أصدر الباب العالي أوامره في إجراء التأكيدات اللازمة لولاية طرابلس ومتصرفية بنغازي، في ألتزام الاهتمام والرعاية، والاحترام تجاه الحركة السنوسية واتباعها، وتقديم فريد العناية بكافة الزوايا (?).

وقد أرسل السلطان مع الشيخ العيساوي هدايا للمهدي السنوسي من بينها نسخة مطبوعة من صحيح البخاري له خاصة، خلاف عشر نسخ اخرى تعطى من قبله لمن يرى فيه الأهلية، كما أرسل له ساعة (لتكون في الأوقات الخمسة مذكرة بصالح دعواته لجانبه العالي) (?).

ورد السلطان على هذه البعثة بإرسال الصادق المؤيد العظم بزيارة المهدي السنوسي في واحة الكفرة، وهناك اطلع الصادق بنفسه على أحوال الزاوية واجتمع بالمهدي الذي استقبله استقبالاً طيباً، وأطمأن لحسن توجيه نحو السلطنة العثمانية ومما ذكره الصادق المؤيد العظم في رحلته عن المهدي (أنه شيخ صادق لمقام الخلافة، وحسب وصية والده، فهو في كل صباح عقب الصلاة يجري الدعاء بالصحة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015