بركة يهنئه ويسأله عن اسم الوليد الثاني رد له الجواب بتسميته الشريف قائلاً له: (إننا لا نحيد بأسماء ابنائنا عن اسماء النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما يختلفون في الألقاب والكنى فكما سميت الأول محمد المهدي ليحوز انواع الهداية فسمي هذا محمد الشريف ليحوز أنواع الشرف .. ثم شرّق للحجاز) (?).
واسند أمر تربية أولاده للأخوان وكان المسؤول الأول الشيخ العلامة عمران بن بركة وكان يتابع أخبار ولديه في برقة وعندما أتم المهدي الخامسة من عمره أرسل ابن السنوسي للأخوان الكافلين له قائلاً: ادخلوه الكتّاب وعلموه الوضوء والصلاة. ففعلوا كما أمر (?).
وبعد أن أتم السنة السادسة من عمره أدخله المدرسة القرآنية تحت إشراف العلامة عمران بن بركة الفيتوري، وفي منتصف السنة السابعة من عمره. حفظ جميع القرآن الكريم.
وكان علماء الحركة السنوسية يعلمون أولادهم كتاب الله، ويشجعونهم على حفظه مقتدين في فعلهم بفعل الصحابة مع أولادهم وبأقوال العلماء في هذا الباب:
قال السيوطي: (تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الاسلام فينشأون على الفطرة ويسبق الى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها وسوادها بأكدار المعصية والضلال) (?).
وأكد ابن خلدون هذا المفهوم بقوله: تعليم الولدان للقرآن شعار من شعائر الدين أخذ به أهالي الملة، ودرجوا عليه في جميع أمصارهم لما يسبق الى القلوب من رسوخ الايمان وعقائده بسبب آيات القرآن ومتون الاحاديث، وصار القرآن أصل التعليم الذي يبنى عليه مايحصل بعد من الملكات) (?).