هذه الاسئلة وغيرها يحاول الكتاب أن يجد لها إجابات مقنعة من خلال البحث التاريخي.
أما سيرة الزعيم الثالث للحركة السنوسية السيد أحمد الشريف السنوسي، فيجد القارئ شيئاً من سيرته في هذا الكتاب الذي يحاول أن يعرّف أبناء الأمة عموماً وليبيا خصوصاً بهذا السيد الصنديد والعالم الجليل، والعابد الخاشع، والمجاهد الشجاع، والمهاجر الحزين بقصته الدعوية، وسيرته الجهادية، واعماله البطولية سواء ضد فرنسا في تشاد والنيجر ومالي وجنوب الجزائر، عبر الصحراء الكبرى، أو ضد إيطاليا في ليبيا أو بريطانيا في مصر، لقد قال في حقه الشيخ الطاهر الزاوي: (فالسيد أحمد رجل صقله العلم، وهذبته العبادة، فعفت نفسه، وكبرت همته، وانكمشت يده عما للناس فيه حق أو شبه حق، وأخلص عمله لله فتولى الله توفيقه، وأطلق ألسنة الناس بمدحه والثناء عليه).
وقال فيه شكيب ارسلان: ( ... فالسيد أحمد الشريف السنوسي هو خاتمة مجاهدي الاسلام الى هذا الوقت قد سبقه الشيخ شامل الداغستاني الذي قاوم الروسية أربعين سنة والامير عبد القادر الجزائري الذي ناهز فرنسا 17 سنة وتبعه في الجهاد واقتدى بسيرته محمد عبد الكريم الخطابي الريفي الذي كانت مقاومته قصيرة ولكنها عريضة توافق فيها دولتي فرنسا وأسبانيا معاً وجهاً لوجه وزلزلتا في حربة زلزالا شديد ولولا السيد أحمد الشريف -رحمه الله- لكانت ايطاليا استصفت قطري طرابلس وبرقة من الشهر الاول ... ) وقال أيضاً: ( ... ولم يكن في قلبه شيء من الدنيا بجانب الآخرة وكانت جميع حطام هذا العالم الفاني لا توازي عنده جناح بعوضة في جانب الواجب الاسلامي وهذا الرجل هو السيد السنوسي الكبير الذي لولاه لم يكن أنور قدر أن يعمل شيئاً ولا كانت الدولة العثمانية قدرت أن تدافع عن طرابلس شهراً واحداً. وما كان المرحوم الشهيد البطل الفريد عمر المختار إلا حسنة من حسنات السيد احمد الشريف وقائداً من قواده ... ) وقال أيضاً: ( ... أن السيد أحمد الشريف هو بنفسه أمة، وأن سيرة السيد احمد الشريف هي بذاتها تاريخ. وإن