لقد انعكست ثمار الايمان بالله على جوارحه، وتفجرت صفات التقوى في اعماله، وسكناته واحواله واستطع بتوفيق الله تعالى أن ينتقل بالحركة نحو اهدافها المرسومة بخطوات ثابتة، ورؤية واضحة، ومعرفة حقيقية للظروف المحلية والإقليمية والدولية التي تحيط به.

لقد كانت معالم سيرته، كما قال الشاعر:

كانت معالمها كسيرة جده ... احياء دين وانتشار صلاح

اعمال مجتهد بخالص نية ... للخير منتصر بغير سلاح

لو كان عن شيء لغير الله في ... اعماله ماكللت بنجاح

اذ لايدوم سوى الذي هو نافع ... للناس مرتفع عن الارباح

ومن الكرامة للولي نجاحه ... في النصح بالاقناع والافصاح

والمرء لايعجبك منه ما سعى ... بل مانوى في السعي من اصلاح

فإذا استوى علم وحسن عقيدة ... كان النجاح حليف كل طماح

إن العقيدة لا يصح يقينها ... إلا بفعل ظاهر وصراح

فإذا أحب الله باطن عبده ... ظهرت عليه مواهب الفتاح

وإذا صفت لله نية مصلح ... مال العباد إليه بالارواح

هذي صفات السيد (المهدي) ولا ... والله مابالغت في الايضاح

إن هذا الجهد المتواضع يحاول أن يجيب القارئ الكريم عن كثير من الأسئلة التي تتعلق بسيرة محمد المهدي السنوسي: كيف طلب العلم؟ وكيف تولى زعامة الحركة؟ وهل كان له مجلس شورى؟ وهل تطورت مؤسسات الحركة السنوسية في عهده؟ وماهي اسباب نمو الحركة؟ وهل كان هناك اهتمام خاص في زمنه بالمنهج التربوي الجهادي؟ ولماذا هذا الاهتمام؟ وماموقف الدول الأوروبية من الحركة السنوسية؟ وماموقف محمد المهدي السنوسي من الثورة العرابية في مصر، وثورة محمد احمد في السودان؟ وماموقفه من الدولة العثمانية وفكرة الجامعة الاسلامية؟ وماهي الاهداف من رحلاته وانتقاله الى الكفرة ثم قرو؟ وماحقيقة الصراع بين فرنسا والحركة السنوسية؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015