العظيمة، وجهادهم الشاق، ودعوتهم المخلصة مع الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة قال تعالى: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.
لقد اطلع مجموعة من المفكرين، والمختصين بشؤون الدعوة، والمهتمني بأمر التاريخ على سيرة الامام محمد بن علي السنوسي، فنالت اعجابهم واشادوا بالأسس التي قامت عليها الحركة السنوسية من إيمان عميق، واخلاص لله، وعلم غزير، وجهاد متواصل، واشاروا الى أهمية نشر مثل هذه المعلومات لأنها تساهم في توعية الاجيال بحقائق مهمة في مجال الدعوة الى الله تعالى.
وفي هذا الجزء من هذه الدراسة نحاول أن نتعرف على سيرة إمامين من أئمة الدعوة السنوسية، محمد المهدي السنوسي، وأحمد الشريف السنوسي.
فالإمام محمد المهدي يعتبر الزعيم الثاني للحركة السنوسية وكانت سيرته مليئة بالدروس والعبر، والعظات، وتوسعت الحركة في زمنه اكثر من اربعة اضعاف على ماكانت عليه وحققت انتصارات عظيمة للاسلام في إفريقيا بسبب اخلاصه لله، وصدقه في الدعوة، وتفانيه في العمل، وشجاعته النادرة، ورجولته الصادقة، وسيره الرشيد المستمد من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. لقد نمت الحركة السنوسية في عهد المهدي حتى بلغت ذروة نموها وانتشارها، وكانت فترة قيادته أكثر من أربعين عاماً، فكانت هذه المدة الطويلة، فترة استقرار وانتشار للدعوة، ويمكن تسميتها بالعصر الذهبي للدعوة السنوسية.
وكان المهدي بعيد النظر، سديد الرأي، شديد العزم على إتمام البناء الذي شيده والده ابن السنوسي، فواصل مسيرة والده في انشاء الزوايا، وإرسال الدعاة والعلماء الى قبائل افريقيا، فدخلوا النيجر والكنغو والكامرون وجهات بحيرة تشاد، وعمل على ذيوع الدعوة عن طريق واداي، وبرنو، وكانم، والداهومي وغيرها.
لقد تغلغلت الحركة السنوسية بقيادة المهدي السنوسي في قلب افريقيا من البحر