والصلاة حولها، وارتكاب البدع الخطيرة، وانتشر التصوف المنحرف في ارجاء البلاد الاسلامية، شرقها، وغربها، عربيها وعجميها، لقد ضاع مفهوم العبادة الصحيح، والولاء والبراء، وانحرفت الأمة عن كتاب ربها وسنة رسولها - صلى الله عليه وسلم -، فكان من الطبيعي أن تتعرض لضربات أعدائها، وأطماعهم الشريرة، فإذا نظرنا للدولة العثمانية، نجدها قد انقلبت الى مطايا استبداد وفوضى واغتيال، وكثر السلب والنهب، وفقد الأمن، وانحرفت بعض السلاطين عن الصواب يقول محمد كمال جمعة: (وكانت قصور السلاطين والوزراء وكبار رجال الدولة مملؤة بالجواري والسبايا، وكان بعض أولئك السبايا أجنبيات من بلاد أجنبية فكن عيوناً لدولهن على الدولة العثمانية) (?).
(وقد تعالى سلاطين هذه الدولة على الرعية فإذا خاطبوا الرعية كانوا لايوجهون الخطاب إليها مباشرة بل يقولون لولاتهم بلغوا عبيد بابنا العالي) (?).
وكانت الدولة العثمانية في آخر زمانها لا تحارب التصوف المنحرف بمختلف طرائقه وبصوره التي بعدت عن الاسلام بعداً شاسعاً، وكانت قد دخلت من عادات بعضها نصرانية، كالرهبانية، واللعب بذكر الله، وابتداع أساليب فيه، كالرقص، والغناء والصياح، والتصفيق ... الخ.
فإذا نظرنا الى بلاد فارس؛ نجد الدولة الصفوية الرافضية قد عاصرت الدولة العثمانية، وكانت تدعي الاسلام وهي دولة رافضية على مذهب الامامية وكانت تغالي في الرفض حتى أنها حاربت الدولة العثمانية لأنها منسوبة الى السنية أشد الحرب بتحريض من النصارى والصليبيين، واستجابة لمعتقدهم الفاسد.
أما إذا نظرنا الى بلاد الهند؛ فقد كانت الدولة المغولية؛ لكنها كانت بقية ورثها أبناء ملك الهند المغولي أكبر خان، وقد قرب الشاعر الشيعي المسمى الملا مبارك ووليده، أبا الفائز (وكان شاعراً متصوفاً) وأبا الفضل (وكان فيلسوفاً على طريقة