4. تحديد الموضوعات، وضيق النظر في التدريس، فقد كان الهدف في التعليم تلقي بعض المعلومات المحدودة، أما تجاوز هذه المعلومات أو مجرد التساؤل عن صحتها، فقد يثير الشكوك ومقاومة العلماء أو قد يصل الى حد العقاب والطرد من المعهد أو فقدان مصدر العيش ناهيك عن التشهير (?).
هذه أهم ملامح الحياة الأدبية والعلمية في ذلك العصر.
أما من الناحية الصناعية:
فقد ضيع المسلمون الأعمار، وأخلدوا الى التقليد الأعمى، ورضوا بالجمود، ولم يبتكروا في الصناعات، بل أضاعوا ماكان لديهم من صناعات قديمة، وفقدوا مهارتهم، وحاول السلطان العثماني سليم الثالث أن يهتم بالإصلاح الصناعي، فأنشأ مدارس جديدة، وكان يعلم نفسه في مدرسة الهندسة، وألف جيشاً على الطراز الحديث فثار عليه الجيش لغرابة ذلك، وتم قتله.
ومن الناحية الدينية:
(كان علماء الدين في الدولة العثمانية يعتبرون أنفسهم حماة الشريعة والحريصين على التمسك بمذهب أهل السنة، إذ كان دين الدولة الاسلام ومذهبها الرسمي هو المذهب الحنفي، وكان على رأس هؤلاء العلماء شيخ الاسلام ووظيفته شبيهة بوظيفة الخليفة العباسي الذي كان يقيم في القاهرة في ظل حكم الممالك، وكان مركزه معادلاً لمركز الصدر الأعظم (رئيس الوزراء)، ويتمتع شيخ الاسلام بصلاحية إصدار الفتاوى في القضايا الكبرى، كأن يصدر فتوى بعزل السلطان أو أعلان الجهاد، ولكنه من الناحية العملية يعين من قبل السلطان ويلي شيخ الاسلام في منصبه (قاضيا العسكر) في الروملي، والاناضول، وقاضي استانبول، ويليهم عدد من القضاة يكونون جميعاً مع شيخ الاسلام (المجلس الاعلى للعلماء) (?).