يَا أم الْمُؤمنِينَ دعِي الْمَدِينَة فَإِن من مَعَك لَا يقرنون لتِلْك الغوغاء واشخصي مَعنا إِلَى الْبَصْرَة فَإِن أصلح اللَّه هَذَا الْأَمر كَانَ الَّذِي نُرِيد وَإِلَّا فقد بلغنَا وَيقْضى اللَّه فِيهِ مَا أحب وكلموا حَفْصَة ابْنة عمر أَن تخرج مَعَهم فَقَالَت رَأْيِي تبع لرَأى عَائِشَة فَأَتَاهَا عَبْد اللَّه بْن عمر فناشدها اللَّه أَن تخرج فَقَعَدت وَبعث إِلَى عَائِشَة أَن أخي حَال بيني وَبَين الْخُرُوج فَقَالَت يغْفر اللَّه لِابْنِ عمر ثمَّ نَادَى منادى طَلْحَة وَالزُّبَيْر من كَانَ عِنْده مركب وجهاز وَإِلَّا فَهَذَا جهاز ومركب فحملوا على سِتّمائَة نَاقَة سوى من كَانَ لَهُ مركب وَكَانُوا نَحْو ألف نفس وتجهزوا بِالْمَالِ وشيعهم نسَاء النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ كُلهنَّ بِمَكَّة حاجات إِلَّا أم سَلمَة فَإِنَّهَا سَارَتْ إِلَى الْمَدِينَة فَلَمَّا بلغُوا ذَات عرق ودعت أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وبكين وَبكى النَّاس فَمَا رَأَوْا بكاء أَكثر من ذَلِك الْيَوْم وسمى يَوْم النحيب وجعلن يدعونَ على قتلة عُثْمَان الَّذين سَفَكُوا فِي حرم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّم الْحَرَام ثمَّ انصرفن وَمَضَت عَائِشَة وَهِي تَقول اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لَا أُرِيد إِلَّا الْإِصْلَاح فَأصْلح بَينهم وَبعثت أم الْفضل حِين خرجت عَائِشَة وَمن مَعهَا من مَكَّة إِلَى عَليّ رجلا من جُهَيْنَة قَالَت اقْتُل فِي كل مرحلة بَعِيرًا وعَلى ثمنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015