فَإِن استقامت لَك الْعَرَب كنت فِيهَا كمن كَانَ وَإِن تشعب عَلَيْك قوم رميتهم بأعدائهم وَإِن ألجئت حِينَئِذٍ إِلَى الْمسير سرت وَقد أعذرت فَقَالَ عَليّ إِن الرِّجَال وَالْأَمْوَال بالعراق وَلنْ يصيبنا إِلَّا مَا كتب اللَّه لنا ثمَّ أَخذ بِمَا أَشَارَ عَلَيْهِ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ وعزم على الْمقَام بِالْمَدِينَةِ وَبعث الْعمَّال على الْأَمْصَار فَبعث عُثْمَان بْن حنيف على الْبَصْرَة أَمِيرا وَعمارَة بْن حسان بْن شهَاب على الْكُوفَة وَعبيد اللَّه بْن عَبَّاس على الْيمن وَقيس بْن سعد على مصر وَسَهل بْن حنيف على الشَّام فَأَما سهل بْن حنيف فَإِنَّهُ خرج حَتَّى إِذا كَانَ بتبوك لقِيه خيل من أهل الشَّام فَقَالُوا لَهُ من أَنْت قَالَ أَمِير قَالُوا على أَي شَيْء قَالَ على الشَّام قَالُوا إِن كَانَ عُثْمَان بَعثك فحي هلا بك وَإِن كَانَ بَعثك غَيره فَارْجِع قَالَ مَا سَمِعْتُمْ بِالَّذِي كَانَ قَالُوا بلَى وَلَكِن ارْجع إِلَى بلدك فَرجع إِلَى عَليّ وَإِذا الْقَوْم أَصْحَاب وَأما قيس بْن سعد فَإِنَّهُ انْتهى إِلَى أَيْلَة فَلَقِيَهُ طلائع فَقَالُوا لَهُ من أَنْت فَقَالَ أَنا من الْأَصْحَاب الَّذين قتلوا وشردوا من الْبِلَاد فَأَنا أطلب مَدِينَة آوي إِلَيْهَا فَقَالُوا من أَنْت قَالَ أَنا قيس بْن سعد بْن عبَادَة فَقَالُوا امْضِ بِنَا فَمضى قيس حَتَّى دخل مصر وَأظْهر لَهُم حَاله وَأخْبرهمْ أَنه ولي على مصر فافترق عَلَيْهِ أهل مصر فرقا فرقة