وإن هذا الخطأ يتفاقم عندما نظن أن جماعة تتمكن بأخلاق دون عقيدة.
إن توحيدًا بلا أخلاق يعني: فردية، وجفاء، وفظاظة، وانفضاضًا، ثم فشلًا {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].
وإن أخلاقًا بلا توحيد ... يعني: ورودًا مقطوفة، تَسُرُّ أَعْيُنَ الناظرين، ولكن سرعان ما تذبل وتموت.
وإن توحيدًا بلا أخلاق يعني: وردًا فيه شَوْكٌ مؤلم.
وإن مما ينبغي إدراكه أن للإخلاق الإسلامية تأثيرًا بالغًا في الدعوة لا يَقِلُّ أهمية عن تأثير التوحيد ...
فقد دعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة عشر عامًا في مكة، فَلَمْ يُسْلِمْ على يديه سوى النزر اليسير .. ولَمَّا عفا عنهم في فتح مكة، وظهر لهم من حُسْنِ خلقه - صلى الله عليه وسلم - ما لم يكونوا يتوقعونه ... مع أن القوة -يومئذ- بيده .. أسلم لذلك خَلْقٌ كثير.
لقد آن للدعاة أن يدركوا هذه القضية، فيلتزموا الأخلاق الحميدة، ويدعوا إليها.
إن من أهم ما يلفت النظر في هذه القضية البالغة الأهمية أن كثيرًا من المسلمين لم يفقدوا الأخلاق فحسب، بل وفقدوا معها معناها كذلك، إلا مَنْ رَحِمَ الله تعالى، فإنك إذا ما أردتَ أت تصلح بين اثنين، فقلتَ لأحدهما: سامح أخاك .. أجابك على الفور: إنه أخطأ معي، إنه ظلمني، فكيف