التيه والمخرج (صفحة 63)

قال: بـ ((أين الله؟ ))

قلت: أليس هذا سؤالًا سأله سيدنا، وحبيبنا، وإمامنا، وزعيمكم، وزعيمنا -على تعبير بعض إخواننا- وَمَنْ أُمِرْنَا باتِّبَاعِهِ؟

قال: باختصار، أيُّ شيء يضرنا في قيام الدولة الإسلامية إِنْ كان الله فوق أو تحت؟ ! المهم قيام الدولة ...

فَبُهِتُّ ... ثم قلت: وأي شيء يضرنا إن كان لله ولد، أو ليس له ولد؟ ! المهم قيام الدولة.

فَبُهِتَ ... وانصرفنا ...

وبعد فترة من الزمن لَقِيتُهُ ..

فقلت له: لَمْ تخبرني عن عقيدتك في العرش، أهو في السماء، أم في الأرض؟

قال: بل في السماء.

قلت: العرش خالق أم مخلوق؟

قال غاضبًا: سبحان الله، إني مُسْلِمٌ .. العرش مخلوق ...

قلت: هل الخالق فوق المخلوق، أم المخلوق فوق الخالق؟

فَبُهِتَ .. وانصرف ...

وحتى نجيب عن تلك التساؤلات، نبين النقطة الثانية، وهي:

ما هو التوحيد؟

ليس التوحيد كلمة تُقَالُ، ولا شهادة -بلا معنى- تُرَدَّدُ، ولا عقيدة ساكنة في الصدر تُعْتَقَدُ، ولا عاطفة إيمانية تلتهب، ولا جزئيات تُبحث، أو خلافات في الفروع تُثار.

إنه الإيمان بالله وحده، والخضوع له، والتسليم بأخباره، والعمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015