وهل من سبيلهم أن نقول: نحن ملتزمون بسبيلهم إلا سبيل الوصول إلى الحكم، وطريق الحكم نفسه، فَإِنَّا نتبع في ذلك سبيلَ أعدائهم؟ !
قوله تعالى:
{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح: 26].
أي: ألزم اللهُ أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كلمة التوحيد -شهادة أن لا إله إلا الله- وكانوا أجدرَ الناس بها، وأهلًا لذلك الحمل، ولم يكونوا كبني إسرائيل .. {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا}، {قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا}، بل إنهم قالوا: {سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا}.
ثم ... إن هذه الْأَحَقِّيَّةَ والأهلية -التي زُكُّوا من أجلها- إنما كانت لفهم هذه الكلمة -كلمة التوحيد-، وفهم مقتضاها، والعمل بلوازمها، وتجنب نواقضها، فكيف يقول قوم في حق هؤلاء الصحابة ما يقولون؟ ! !
إن لسان حال كثير من الناس في عصرنا يقول: ((وكنا أحق بها وأهلها))، ((ونحن أفهم للتوحيد منهم))، ((ونحن أدرى بمصالح الإسلام منهم))، ((ونحن أعلم بطريقة إقامة الإسلام منهم)).
والحقيقة أن هذا شتم لهم بلسان الحال الذي لا يقل سوءًا عن شتمهم بلسان المقال.
أما ما ورد في السنة من الأدلة في هذا المقام فكثير جدًّا، نقتصر منه على حديثين: