التيه والمخرج (صفحة 20)

وهل الذين أحدثوا آراءَ في الدين لم يعرفها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعوهم بإحسان؟

وهل الذين يعالجون قضايا الأمة بغير معالجة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعوهم بإحسان؟ !

وهل هم بهذه المخالفات -التي يسمونها اجتهادات- يتبعون سبيل المؤمنين -الصحابة- الذي أوجبه الله على الناس جميعا؟ ! أم يتبعون سبيل أعدائهم ... ؟ !

o الثاني:

قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].

وإذا كانت الآية السابقة - {اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} - زَكَّتِ المتبعين للصحابة، [وَعَدَّتْهُمْ] من الناجين يوم القيامة، فإن هذه الآية ذَمَّتْ المخالفين لسبيل الصحابة، وحكمت عليهم بالضلال في الدنيا، والعذاب الأليم يوم القيامة.

((ما الدليل على أن المقصود بالمؤمنين في هذه الآية هم الصحابة؟ ))

لا شك أن الآية لَمَّا نزلت لم يكن على سطح المعمورة -يومئذ- غير الصحابة مؤمنون .. وبدهي -إذن- أن يكونوا هم المعنيين في الآية .. وإن لم يكونوا هم المعنيين بها، أفالمعنيون بها هم اليهود والنصارى؟ !

وعلى هذا: فـ " لام " " المؤمنين " للعهد، لا للاستغراق، إلا عند من أبدل لام عقله ميمًا، فصار عقيمَ الفهم، بليدَ الذهن.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015