وهل الذين أحدثوا آراءَ في الدين لم يعرفها أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعوهم بإحسان؟
وهل الذين يعالجون قضايا الأمة بغير معالجة أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اتبعوهم بإحسان؟ !
وهل هم بهذه المخالفات -التي يسمونها اجتهادات- يتبعون سبيل المؤمنين -الصحابة- الذي أوجبه الله على الناس جميعا؟ ! أم يتبعون سبيل أعدائهم ... ؟ !
قال تعالى: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115].
وإذا كانت الآية السابقة - {اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ} - زَكَّتِ المتبعين للصحابة، [وَعَدَّتْهُمْ] من الناجين يوم القيامة، فإن هذه الآية ذَمَّتْ المخالفين لسبيل الصحابة، وحكمت عليهم بالضلال في الدنيا، والعذاب الأليم يوم القيامة.
لا شك أن الآية لَمَّا نزلت لم يكن على سطح المعمورة -يومئذ- غير الصحابة مؤمنون .. وبدهي -إذن- أن يكونوا هم المعنيين في الآية .. وإن لم يكونوا هم المعنيين بها، أفالمعنيون بها هم اليهود والنصارى؟ !
وعلى هذا: فـ " لام " " المؤمنين " للعهد، لا للاستغراق، إلا عند من أبدل لام عقله ميمًا، فصار عقيمَ الفهم، بليدَ الذهن.