تجاربنا، وإلا عُدْنَا من حيث بدأنا في الاختلاف، وزيادة الشقاق؛ ولذا كان بدهيًا أن يكون منصوصًا عليه في الكتاب والسنة، وما علينا إلا الرجوع إليهما؛ لمعرفة هذا الضابط.
(الثاني:
أن هذا الضابط هو: منهج الطائفة المنصورة، وفَهْمُ الفرقة الناجية التي أشارت إليه الآيات والأحاديث.
(الثالث:
أنَّه بمعرفة هذا الضابط، والالتزام به، والسير على منهج هذه الطائفة، يزول الخلاف، وتتم الهداية، وبالإعراض عنه يكثر الخلاف، وتكون الْغَوَايَةُ، وأنه لا مَنْجى لهذه الأمة من هذه الاختلافات إلا بالاعتصام به، وَكُلُّ من أعرض عن هذا العاصم هَلَكَ، وخاب، وخسر، مهما كانت نيته، ومهما كانت أدلته.
(( ... كلها في النار إلا واحدة ... )).
ثُمَّ .. إذا كانت تُسَوَّغُ مخالفاتُ جميعِ هذه الطوائف للكتاب والسنة بمبررات مختلفة -وربما يُظَنُّ أنها مقنعة- فمن هي -إذن- طوائف الضلال التي ذكرها الرسول - صلى الله عليه وسلم - من أمته؟ ؟ ؟
وكيف يمكن التمييز بين صدق هذه المسوغات، وخطأ تلك، وضلال الأخرى، إنه لا يمكن معرفة الحق منهم إلا بالرجوع إلى منهج هذه الطائفة ميزانًا وتقويمًا، منهجًا وسلوكًا.
وستظل الأمة تعيش في ضعفها .. وتراوح في مكانها .. تلهث ولا تسير .. تسقط ولا تنهض .. تَئِنُّ ولا تُشْفَى .. تقوم من كَبْوَةٍ لِتَهْوِيَ في مِحْنَةٍ .. وتخرج