ابن عباس، وأبي سعيد الخدري، وحذيفة بن اليمان، وأبي بَكْرَة، وعمرو بن العاص، وزيد بن أرقم، وأنس بن مالك، وسمرة ابن جندب، وعمر بن أبي سلمة، وأبي جهيم، وأبي طلحة الأنصاري، وأم أيوب الأنصاريّة - رضي الله عنهم - " (?).
قلت: فهذا يدلُّ على أنّ القراءات ارتبطت بنزول القرآن، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يُقرئ أصحابه بالحروف السبعة، فمنهم من أخذ القرآن عنه بحرف، ومنهم من أخذه بحرفين، ومنهم من زاد على ذلك؛ وتفرّقوا في الأمصار، فصار كلٌّ يَقرأُ بما أُقرئ وسمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ولما طال العهدُ وكثر المسلمون، ودخل في هذا الدين من لا يُفصح ولا يعرف العربية ولا وجوه القراءات؛ اختلف الناسُ في الأمصار البعيدة، يدلُّ على ذلك: ما رواه البخاري وعمر بن شبَّة في "أخبار المدينة المنورة" بسنديهما: قال محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله -: حدثنا موسى قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا ابن شهاب أنّ أنس بن مالك - رضي الله عنه - حدّثه أن حذيفة بن اليمان (رضي الله عنهما) قدم على عثمان - رضي الله عنه - وكان يُغازي أهلَ الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفْزَعَ حذيفة اختلافُهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان - رضي الله عنه -: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصُّحف ننسخها في المصاحف ثم نردّها لك؛ فأرسلت بها حفصة إلى عثمان؛ فأمر عثمان زيدَ بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف.