من آيلة إلى ذات الاصاد إلى أطراف جبل نجد وذات الاصاد نهر من أنهار الحجاز وهو يجري في صفا أملس يرده الحافر ولا يرده الخف تزلق فيه فقطعت فيه ثمود الصخر لطرق الإبل لمراعيها ونحتوا في جباله البيوت سترة من حر الشمس في الحجاز. قال الله تعالى: {وثمود الذين جابوا الصخر بالواد} وقال: {وتنحتون من الجبال بيوتاً فارهين}. وفي ذات الاصاد كان السبق بيت قيس بن زهير العبسي وحذيفة بن بدر الفزاري وفيه حبس فرس زهير
داحس فقال في ذلك قيس شعراً:
كما لاقيت من حمل بن بدر ... وأخوته على ذات الاصاد
هم فخروا على بغير فخر ... وردوا دون غايته جوادي
وكنت إذا منيت بخصم سوء ... دلفت له بداهية نآد
فأنى الصقر منطلق كريم ... وسوف أريك من طعن الطراد
أقاتل ما أقاتل ثم آوى ... إلى جار كجار أبي دواد
مقيماً وسط عكرمة بن قيس ... وهوب للطرائف والتلاد
كفاني ما أخاف أبو بلال ... ربيعة فانتهت عني الأعادي
قال وهب: ونزل حمير بدمشق فقاتل بني ماريع حتى غليهم وأجرى عليهم الخراج، ثم مضى إلى الحبشة فلقيهم بالقيس والبهشة فهزمهم على النيل فتبعهم حتى بلغ بهم إلى البحر المحيط من المغرب فأذعنوا وأجرى عليهم إتاوة يؤدونها كل عام. فدرب الحبشة في غربي الأرض سبعة أشهر في سبعة أشهر، ثم رجع عنهم على النيل إلى مصر فتزود من مصر، ثم مضى في المغرب حتى بلغ إلى البحر المحيط ثم أجرى على القبط الخراج.