فيا عبد شمس بلغت المدى ... وشيدت مجداً فلم يمتثل
وشيدت ذخراً لدار البقاء ... فلما أفلت إليها أفل
فلم يبق من ذاك إلا التقى ... وذاك لعمري أبقى العمل
فأحكمت من هود المحكمات ... وآمنت من قبله بالرسل
وأحرمت فأهللت حتى إذا ... أناف الهلال بها واستهل
رحلت وزادك خير التقى ... وقوضت * * عن حرميها بحل
قال وهب: وولي حمير بن سبأ فجمع الملك الجيوش وسار يطأ الأمم ويدوس الأرضين، وأمعن في المشرق حتى أبعد يأجوج ومأجوج إلى مطلع الشمس وبقي قبائل ومن ولد يافث تحت يده، وهم: الترك والزط والكرد والصعد والخزر والقذر والذيلم وفرغان. ثم قفل نحو المغرب كما فعل أبوه سبأ، فسار حتى نزل بمكة فآتاه قبائل من اليمن من بني هود يشكون إليه ثمود بن عابر بن ارم وما نزل بهم منه من الخسف والظلم وآتاه رسول أخيه بابليون من مصر يستدعيه لنصرته على بني حام، وذلك لما بلغ بني حام موت سبأ بن يشجب، عتوا على بابليون بمصر وكان بالشام قبائل من ولد كنعان ابن حام، وهم: بنو ماريع بن كنعان، وكان نزول الحبشة بني كوش بن حام على النيل إلى برية الرمل، فتداعوا على مصر يريدون خرابها فرجع حمير إلى اليمن وأخرج ثموداً من اليمن فأنزل أبة من أرض الحجاز فعمروها