ونحن أثرنا في سمرقند ضحوة ... جحيماً لظاها يلفح الدور شاعلا

وجادت لنا في أصبهان سحابة ... بودق يزيغ المذهلات الحواملا

بكل قضيب حادث العهد صقله ... وسهم منير يفتق الدرع داخلا

وتسعين ألفاً تحمل البيض والقنا ... دخلنا بهم قصراً درنحا وكابلا

سيوف حداد يضج الناس وقعها ... وتحكم في عدنان حقاً وباطلا

ومروا كتبنا المسندين ببابها ... ليعرف عنا القيل من كان غافلا

ومثلي يلدن المحصنات مسودا ... مغيراً إلى الهيجاء للقوم قاتلا

وممسك عرف الخيل في حومة الوغى ... ترى البيض فيه والرماح الذوابلا

وبحراً عريضاً للحراب ومعقلا ... وغيثاً غزيراً ينبت الزرع عاجلا

ثلاثين بحراً قد غشينا بجيشنا ... فما رام سيفي ساعدي والأناملا

فلما قضيت الغل من كل بلدة ... توجهت أرضي أعمد الدار قافلا

فأمسيت في غمدان في خير محتد ... منيعاً وصنعا من حذاها المآجلا

وريدان قصري في ظفار ومولدي ... بها أس جدي دورنا والمناهلا

على الجنة الخضراء من سهر يحصب ... ثمانون نهراً تدفق الماء سائلا

مآثرنا في الأرض تصديق قولنا ... إذا ما طلبنا شاهداً ودلائلا

وعلمي بملكي سوف يبلى جديده ... ويرجع ملكاً كاسف للون ماحلا

وملك جميع الناس يبلى وملكنا ... على الناس باق ذكره ليس زائلا

قال عبيد: فلما فرغ تبع يا أمير المؤمنين عن أرض فارس وما يليها توجه إلى الشام وذكر ما صنع بأرض معد وغيرها من البلاد، فقال في ذلك وأنشأ يقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015