سليمان: هذا سليمان - نبي الله - فمن أين أنت؟ قال: من أرض سبأ. قال: فمن ملككم؟ قال: ملكنا امرأة لم ير الناس مثلها في فضلها وملكها وحسن رأيها وتدبيرها وكثرة جنودها مع الخير الذي قد أعطيت في بلادها وأمها من الجن مع هذا وهي امرأة من ولد حمير. قال هدهد سليمان: انطلق بي حتى أنظر إليها، فانطلق به حتى رآها وجنودها وما أعطيت في بلادها. ثم رجع إلى سليمان صلى الله عليه وسلم بعد أن مكث غير بعيد كما قال الله عز وجل، قال الهدهد: يا نبي الله أني {أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين، أني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء لها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون. قال سليمان: سننظر أصدقن أم كنت من الكاذبين، اذهب بكتابي هذا فالقه إليهم، ثم تول عنهم فانظر ماذا يرجعون}. قال معاوية: لم نقرأ القرآن لهذا الحديث، إلا تأتي بالحديث الذي بلغك؟ قال عبيد: يا أمير المؤمنين القرآن أصدق من الحديث، ولو لم يكن هذا في كتاب الله لكان الحديث عندي ثقة. قال معاوية: صدقت. قال عبيد: فكتب سليمان كتاباً ودفعه إلى الهدهد فأخذه بمنقاره - فيما بلغنا - فانطلق به حتى آتاها وصار بحذاء رأسها وهي على سرير مملكتها تنظر إلى طائر من فوقها فألقى الكتاب في حجرها، فنظرت إليه ونظر الناس إلى طائر رمى إليها بكتاب، فخاضوا الناس في ذلك

وقالوا: رمى إليها الكتاب من السماء تعظيماً لقدرها، فبلغها ذلك فبعثت إلى مقاول حمير - وكانت أول من وضع المقاول تستشيرهم وتأخذ من رأيهم - فقالت لهم: ما ذكر الله في كتابه {يا أيها الملأ إني ألقي إلي كتاب كريم إنه من سليمان وانه بسم الله الرحمن الرحيم إلا تعلوا علي وآتوني مسلمين}. قال معاوية: يا عبيد فاخبرني عن الكتاب الذي أمر به ما كان

طور بواسطة نورين ميديا © 2015