عصت الإله إلا وقد أودى بها ... غضب الإله وهدها بحرابها
ومن شواهد أخبارهم يا أمير المؤمنين قول أمية بن أبي الصلت يذكر ثموداً والناقة وما أصابهم وأنه لم ينج إلا الذريعة كلبة بنت سلق حين ذهبت إلى قرح وموتها
حين سقيت عند فراغها من الخبر لما رأت من العذاب الذي نزل بهم، فقال في ذلك أمية بن أبي الصلت:
وثمود الفتاك في الدين وفي ... ناقة ربي إذ غادروها عقيرا
ناقة للإله ترتع في الأرض ... وببنيان ثم حوض مديرا
فآتاها أحيمر كأخ السمع ... بغضب فقال كوني عقيرا
فأصاب العرقوب والساق منها ... ومشت في دمائها مكسورا
فرأى الصقب أمه فارقته ... بعد ألف خلية وظؤرا
فأتى صخرة فقام عليها ... صعبة في السماء تعلو الصخورا
فرغا رغوة وكانت عليهم ... دعوة الصقب صيحها تدميرا
فأصيبوا غير الذريعة فاتت ... من جوار لهم وكانت جزورا
سبعة أرسلت لتخبر عنهم ... أهل قرح أتتهم تغويرا
فسقوها بعد الحديث فماتت ... فانتهى ريها فوافت حفيرا
ثم قال عبيد: يا أمير المؤمنين، هذا ما انتهى إلينا من حديث ثمود وأخبارهم وأشعارهم وما قيل فيهم، والله أعلم بالصواب.
وكذلك حدثنا الأول فالأول. قال معاوية: خليق يا عبيد أن يكون هكذا، فزادك الله علماً وفهماً، وزادنا بك رغبة وعليك حرصاً فانا لا نحصي أياديك، فزادك الله فضلاً إلى فضل وهدي إلى هدي، فقد أضاءت نارنا ونار قومك، ثم أطفئوها، فزادك الله خيراً. ثم خبر ثمود والناقة