عليه، فلما رأوا ذلك أيقنوا بالعذاب. فقال لهم صالح: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ويأتيكم العذاب ذلك وعد
غير مكذوب.
ثم رجع الحديث إلى عبيد بن شرية. قال عبيد: يا أمير المؤمنين ومن أشعارهم قول رجل من المسلمين من أصحاب صالح - صلى الله عليه وسلم - يذكر فيه عنيزة والصدوف وقداراً ومصدعاً والرهط وعقر الناقة وأنشأ وهو يقول:
خسرت ثمود فعجلت بعذابها ... من شؤمها وعتوها وتبابها
كانت ثمود عزيزة في أرضها ... من سادة شبت وجل شبابها
غوت الغواة وأمعنوا في غيرهم ... كفرت ثمود بربها غلابها
فأباح ساحتها وعجل خزيها ... رب عظيم فلها بعقابها
عقرت ثمود ناقة محبوبة ... عند الاله فصبها بعذابها
فغفوت عنيزة والصدوف ومصدع ... وقدراها الغاوي لب لبابها
هلكوا جميعاً فالسباع عليهم ... عصب وآمن من نباح كلابها
كان المبارك صالح يدعوهم ... بطرائق يهديهم لصوابها
فعصوا وقالوا عصبة كذابة ... كذبت ثمود وذاك من كذابها
لو أنهم كانوا أطاعوا صالحاً ... فازوا بطاعة صالح وثوابها
بل كذبوا بالحق لما جاءهم ... وصفت رؤوسهم إلى أذنابها
قد كان هود قبلهم في قومه ... يدعو إلى سبل الهدى وطلابها
فعصته عاد بعد كل بصيرة ... سنن الهدى تسن في أثوابها
فأصبن عاداً إذ عصته عواصف ... من شمال قطعت قوى أربابها
فعلا ثمود حين لم يتفكروا ... بعذاب عاد قبلها وعذابها