أيقنت أن مايتي تلف ... أصبر للموت والردى عرضا
أرمي بسهميهما على كسر ... أعبطني عبطة المنا مرضا
ما كان لي نعشاً مرعياً عمري ... حسبته مبرم العرى نقضا
أسلو وأرجو اليأس في طمع ... ومن رجا ساطع المنا قبضا
هل عمر الباقيات إلا كمن ... عمر منها الأمر صحبتي فمضى
ما لي صبر عن المصون وقد ... عوضت من بعده عوضا
فارقهما الموت من حمامهما ... واخلفا ما رجوت فانرضا
كذاك أفنى حقاً كما فنيا ... أجرع كأساً ممزوجة عرضا
كذاك الحمام لن يصد إلى ... تكركر الحفظ بل تمخضا
تخرج نفسي من كل مدخلها ... كم هال من محنة لديه قضى
متى يكون شيء منزله ... منفضاً أو مجرعاً معضا
وكل من ظن أن مهجته ... تدوم في عيشه فقد دحضا
قال: وكان لقمان يومئذ بالسراة - فبينما لقمان يبكي نفسه تحت شجرة - إذ سمع منادياً ينادي: يا لقمان بن عاد اطلع الصفا تجد عند العرتون شرفاً تصادف فيه خلفاً وشبحاً مأموراً يطيعك منصفاً لمن تجد عنده خلفاً واسمه خلف واقبل بالحياة نصفا.
قال: فطلع لقمان رأس الجبل، فوجد وكر نسر فيه بيضتان قد تفلقتا عن فرخيهما، فاختار أحد الفرخين، وعقد في رجله سيراً ليعرفه