الغابرة والحمد لله على ذلك كثيراً كما هو أهله. تم الكتاب بحمد الله الوهاب.
وما ذكر من أخبار سيف بن ذي يزن الحميري في نسخة من غير هذا التأليف.
قيل: لما ظفر سيف بن ذي يزن الحميري بالحبشة وذلك بعد مولد النبي صلى الله عليه وآله وسلم بسنين أتته وفود العرب وأشرافا وشعراؤها لتهنئة وتمدحه وتذكر ما كان من آلائه وطلبه بثار قومه. فوفد عليه عبد المطلب بن هاشم وأمية بن أبي الصلت وأمية بن عبد شمس وخويلد بن أسد في جماعة من أهل بيته وإذا الملك جالساً في رأس غمدان - وهو الذي يقول فيه أمية بن أبي الصلت لطلب الوتر:
إن المكارم والأفضال في يزن ... لجج في البحر للأعداء أحوالا
أتى هرقل وقد شالت نعامته ... فلم يجد عنده النصر الذي سالا
ثم انتحى نحو كسرى بعد عاشرة ... من السنين يهين النفس والمالا
حتى أتى ببني الأحرار يقدمها ... تخالهم فوق متن الأرض أجبالا
من مثل كسرى وما دار الملوك له ... ومثل وهرز يوم الموت إذ صالا
لله درهم من عصبة خرجوا ... ما إن رأيت لهم في الناس أمثالا
لا يفخرون وإن جدت مفاخرهم ... فلا ترى منهم في الطعن ميالا
غر حجا حجة بيض مراجحة ... أسد تربب في الغيطان أشبالا
يرمون عن شدف كأنه عطب ... في جحفل جعل الأموات أسجالا
أرسلت أسداً على سود الكلاب فقد ... أضحى شريدهم في الأرض فلالا
فاشرب هنيئاً عليك التاج مرتفعاً ... في رأس غمدان داراً منك محلالا