قال نابت: اللهم افعل قال، فأنساها الله السحر وهتك عنها ستر الحياء فما لبست ثوباً حتى ماتت. ورجع السبعة النفر إلى نابت فأعلموه بما كان يتخايل لهم في أعينهم وقلوبهم، فدعا عليها نابت فهلكت فكففت، فلم تقبلها الأرض حتى غرقت، وذلك مقام الظالمين. فقلت له: هل لك أن تقيم عندي فأني توسمت فيك الخير وأزوجك؟ فقال: قد فعلت ذلك وأنت أهل لما أملت من الخير. فزوجته وشاركته في معاشي فأصبته موضعاً لما أملت ورجوت وقال لي: أين أصبت هذه الألواح؟ فقلت: في مغارة بصحراء عدن، قال: فاطرق ملياً فقلت له: مالك؟ قال لي: نعم لم يكن إسلامي إلا على مغارة قال لي: كنت أعبد ما يعبد قومي من الأصنام وكانت لنا أصنام على باب مغارة كنا ندفن فيها موتانا وكنت عاشقاً لابنة عمي، فكنت دهراً لا أستطيع ذكر ذلك، ثم إن الأمر عظم بي ففشا ذلك في أهل بيتي فمشوا إلى أبيها فسألوه أن يزوجها وكنت امرأ داعرا فقال لهم أبوها: كيف أزوجها وتسألوني تزويجه ولو سأل أحدكم أن يزوجه كريمته لم يفعل ولرده فارضوا لي ما ترضون لأنفسكم قال. فلما قال ذلك يئست منها قال، وخطبها رجل من غير له حسب ومال جم فزوجه إياها، فمكث أياماً معها ما شاء الله ثم إنه قال لأبيها لابد لي من الخروج إلى بلادي، فأذن له وأنها ماتت بعده وأدخلت في المغارة فغلب علي الوجد بها وجعلت تمثالها نصب عيني فألقيت ثيابي وأخذت ثياباً رثة كثياب سدنة الأصنام فأقبلت إليهم وصرت منهم وقلت لهم: إني أردت أن أكون معكم من سدنة الأصنام فأقبلت إليهم وصرت منهم وقلت لهم: إني أردت أن أكون معكم من سدنة الأصنام فقربوني، فلم أزل معهم حتى عرفت المكان الذي تركت فيه الجارية، فإذا هو بيت فيه أثريات من رخام في أثرة منها جسد