عمرو بن قمعة أول من عبد اللات - وهي صخرة عظيمة يلت عليه الطعام ويطعمه قومه - فسميت الصخرة اللات.

قال أبو محمد: حدثني أبي هشام عن أبي يحيى السجيستاني عن رجل من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن في أيام الإمام علي بن أبي طالب بالكوفة قال لي الرجل: خرجنا أنا وأبي إلى صحراء عدن وكان جدي ساكناً بعدن فدفن مالاً في صحراء عدن وأوصى أبي إنه احتاج أن يأتي موضع كذا من صحراء عدن، وانه قعد بنا الدهر فسرت مع أبي فأصبنا ثلاث روابي متقابلات، فقال لي أبي: لقد اشتبه علي الموضع، ما أدري أي هذه الروابي هي؟ فما رأيك؟ فقلت له: وهل بد من الحفر إن كنت تعلم أن المال في إحداهن، ثم لاح له أمر وعلامة فقال لي: احفر ها هنا، فحفرت فكنت إذا حفرت وأعييت حفر أبي مكاني حتى انتبهنا إلى بلاطة عظيمة فحرصنا على قلعها فعجزنا عن قلعها، ثم حفرت الثانية فوصلت إلى بلاطة أخرى مثل الأولى فأعجزتنا، فحفرنا الثالثة، فوصلت إلى بلاطة مثل

الأولين فأعجزتنا أيضاً فقال لي أبي: ما ترى يا بني؟ قلت له: أنت شيخ كبير لا تستطيع شيئاً، فهل لك أن تخلفني ها هنا وتمضي تأتي ببعير وعبد من عبيدنا؟ فقال لي: يا بني الموضع مهول وأخشى عليك الوحشة وغلظ البلد، قلت له دع عندي من الشراب والطعام ما يكفيني، وخرج على وجهه. فبات عني ليلتين، فلما كان في الليلة الثالثة وأنا قائم أصلي وكنت كثير التلاوة للقرآن، فلم أشعر إلا ورجل جميل الوجه نقي الثياب طيب الريح يمشي وهو يقول:

لولا تلاوتك القرآن ما امتسكت ... بالأرض رجلاك فاعلم أيها الرجل

في بلدة لعتاة الجن ماردة ... في كل أفق لها من همسها زجل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015