إليه فجره برجله وفضحه وكذلك فسميت تلك الربوة فاضحة لما فضح عليها عمر شنيفاً. ثم أرسل عمرو إلى فاران أعطني ما تعاهدت عليه مع شنيف، فأرسل إليه فاران أعطيكه بمكة من أموال أهلها إذا رغبت عليها. فراسل إليه عمرو يقول له: ما أشبه أول ظلمك بآخره وقد أوعدتك القتال غداً، فقال الأحوص بن عمرو العبدودي في قومه خطيباً فقال: يا عشيرتاه إن الرأي اليوم ليس له غداً أوصيكم بشكر ذي النعم والغيرة للحرم والتمسك بالحسن والكف عن المن على المن وعليكم بالحمية فإنها وجه العز ولا ترضوا بالدنية ففيها التلف، ولا تسارعوا إلى الحرب فإن فيها ذهاب المهج، وإن هجمت عليكم كرهاً فخذوها عزماً ولا تخدعوا عند اشتباهها فإن لها شبهات وشهوات تعمي القلوب واحذروا كيد الحروب فانه يهدم العز ويسلب المجد، وأنتم أهل الملك التالد والحرب الأول وبنو إسرائيل والروم ثوار في

الملك والحروب، فإن زلت بكم قدم الحرب تقاعد أمركم بقديم الملك وإن تك عليكم الدائرة فهلاك الناس عند أول عثرة، فاصبروا يحييكم ربكم. وإن الملك عمراً نهض إليهم بمن معه ونهضوا إلينا فتضاربنا طويلاً فحطمناهم بالسيوف حطماً، ثم كانت لنا عليهم الدائرة فقتلناهم قتلاً ذريعاً فبذلك سمي يوم شنيف. وأدرك الملك عمرو فاران بن يعقوب على تل فقتله فسمي ذلك التل تل فاران وقال الملك عمرو شعراً:

ولما رأيت الشمس أشرق نورها ... تناولت منها حاجتي بيميني

قتلت شنيفاً ثم فاران بعده ... وكان على الآيات غير أمين

فللموت خير من مذلة خامل ... يضيء بها حقاً لغير قرين

ثم مضى في أثرهم إلى بيت المقدس فأذعنوا له بالطاعة وأتوه بتاج الملك

طور بواسطة نورين ميديا © 2015