تمطر عليهم، والطيب يتساقط عليهم مطراً حتى علا جباههم وثيابهم.

فلما أكلوا وشربوا، وخلعت الملائكة الخلع [وطيب] (?) مطر السحاب، شخصت أبصارهم وتعلقت قلوبهم، ثم رفع الحجب. فبينا هم في ذلك إذ رفعت الحجب، فبدا لهم ربهم بكماله، فلما نظروا إليه وإلى ما لم يحسنوا أن يتوهموه ولا يحسنون ذلك أبداً لأنه القديم الذي لا يشبهه شيء من خلقه، فلما نظروا إليه ناداهم حبيبهم بالترحيب منهم وقال لهم: مرحباً بعبادي، فلما سمعوا كلام الله بجلاله وحسنه غلب على قلوبهم من الفرح والسرور ما لم يجدوا مثله في الدنيا ولا في الجنة، لأنهم يسمعون (?) كلام من لا يشبه شيئاً من الأشياء.

فتوهمهم وقد أطرقوا وأصغوا بمسامعهم لاستماع كلامه، وقد علا وجوههم نور السرور لكلام حبيبهم وقرير أعينهم.

فلو توهمت نفسك وقد سمعت قول الله لأوليائه مرحباً بهم، ثم طار روحك فرحاً به وحباً له لكان ذلك منه حقيراً وصغيراً عندما توهمته من نفسك عند استماع كلامه. فحياهم بالسلام فردوا عليه: أنت السلام ومنك السلام ولك حق الجلال والإكرام. فمرحباً بعبادي وزواري وخيرتي من خلقي، الذين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015