كرامته وعظيم مسرته، بأن يقربهم منه ويناجيهم بترحيبه ويريهم وجهه الكريم، ليبلغوا بذلك أشرف المنازل وغاية السرور ومنتهى الرغبة، فلم تشعر ألا ونداء الملك: أن يا أهل الجنة إن لكم عند الله لموعداً لم تروه، فيرجعون إليه القول استعظاماً لما أعطوا، فإنه لا عطية فوق ما أعطوا بعد ذلك، أدخلوا في جواره وأمنوا من عذابه، وأنت قائلها معهم: ألم ينضر وجوهنا؟ ألم يدخلنا الجنة؟ ألم يزحزحنا عن النار؟ فناداهم أن الله يستزيركم فزوروه.

فبينا هم كذلك وقد كادت قلوبهم أن تطير بأرواحهم في أبدانهم فرحاً وسروراً، إذا أقبلت الملائكة يقودون نجائب بخت خلقت من الياقوت، ثم نفخ فيها الروح، مزمومة بسلاسل من ذهب كأن وجوههم المصابيح نضارة وحسناً، لا تروث ولا تبول، ذوات أجنحة قد علاها خز من خز الجنة أحمر، ومرعز (?) من مرعزها أبيض مشرق في بياضه على ظهرها خطان حمرة في بياض على هيئة وتر النجائب في الدنيا، لم ينظر الخلائق إلى مثله وحسن لونه.

فتوهم حسن تلك النجائب وحسن صورها، نجائب من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015