الشوق إليك، وأزعجها العشق، فاستقبلتك بالترحيب والتبجيل، ثم عطفت عليك لمعانقتك.
29*- وكذلك روى أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: " إن الحوراء تستقبل ولي الله فتصافحه " (?) .
فتوهم مجسة لين كفها بحسنها وخواتمها في كفك، وقد شخصتَ كالمبهوت تعجباً من حسن وجهها ونعيم جسمها وتلألؤ (?) النور من عوارضها، ثم وضعت كفها في كفك حتى أتيتما سريرك مضروبة عليه أريكتك، فارتقيتما جميعاً على أريكتك، وأسدلت عليك جلال حجلتك، وعانقت على فرشها زوجتك، فمضت بك الأزمنة الطويلة. ثم أقبلت الولدان (?) بالكاسات والأكواب، فاصطفت قبالتكما، ثم أدرتما الكأس فيما بينكما.
فبينا أنتما قد ملئتما فرحاً وسروراً إذ نادتك أخرى من قصر من قصورك: يا ولي الله أما لنا منك دولة؟ أما آن لك أن تشتاق إلينا؟ فأجبتها: ومن أنت بارك الله فيك؟ فرجعت إليك القول: أنا من اللواتي قال الله جل عز {ولدينا مزيد} (?) ، فتحولت إليها، وأنت تنتقل فيما بين أزواجك في قصورك وخدامك وولدانك، في غاية النعيم وكمال السرور، وقد زحزحت عنك كل آفة، وأزيل عنك كل نقص، وطهرت من