طاعة ربك. حتى إذا كرر عليك السؤال بذكر كل بلية ونشر كل مخباة، فأجهدك الكرب، وبلغ منك الحياء منتهاه، لأنه الملك الأعلى (?) فلا حياء يكون من أحد أعظم من الحياء منه، لأنه القديم الأول الباقي الذي ليس له مثل، المحسن المتعطف المتحنن الكريم الجواد المنعم المتطول.

فما ظنك بسؤال من هو هكذا، وقد أبان عن مخالفتك إياه، وقلة هيبتك له، وحيائك منه، ومبارزتك له، فما ظنك بتذكيره إياك مخالفته وقلة اكتراثك في الدنيا بالطاعة له، ونظرك إليه إذ يقول: يا عبدي، أما أجللتني، أما استحييت مني، استخففت بنظري إليك، ألم أحسن إليك، ألم أنعم عليك، ما غرك مني، شبابك فيم أبليته، وعمرك فيم أفنيته، ومالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته، وعملك ماذا عملت فيه؟ .

17- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما منكم من أحد إلا سيسأله رب العالمين، ليس بينه وبينه حجاب ولا ترجمان " (?) .

18- وقال: سمعت عدي بن حاتم قال: شهدتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - في حديث له: " ليقفنَّ أحدكم بين يدي الله تبارك وتعالى ليس بينه وبينه حجاب يحجبه، ولا بينه وبينه ترجمان يترجم عنه، فيقول: ألم أنعم عليك، ألم آتك مالاً؟ فيقول: بلى، فيقول:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015