ولما كان هذا مأربهم، كانت العودة إلى التذكر لزاماً على المسلم، بل والسعي إليها والهرولة. فإن ربنا الكريم قال {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين} (?) .
وإن أعظم الذكرى ما ورد عن الله تعالى في كتابه، فانظر إلى ما قال الله تعالى {إن عذاب ربك لواقع، ما له من دافع} (?) ، وانظر إلى قوله {أفمن يتقي بوجهه سوء العذاب يوم القيامة وقيل للظالمين ذوقوا ما كنتم تكسبون} (?) .
ثم انظر إلى ما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من طريق صحيح.
ثم إنه ومن قبيل {وفي ذلك فليتنافس المتنافسون} (?) ، فإننا قد وجدنا لقوم ذكر وخوف من الله، وكلمات في التذكير قد وافقت ما أنزل الله، فكانت هذه الكلمات رسالة لنا تبين لنا كيف خشع هؤلاء لله الواحد القهار؟ لِمَ بكوا من خشيت الله. كما كانت رسالة لنا تقول:
هل هم أولى بالله منا؟
هل نحن مستغنون عن الله، وهم إليه فقراء؟
تقول لنا: أن ما فعلوه كان في وسع طاقتهم، فما ينبغي أن نفعله ـ وهو الخشية ـ في وسعنا، فلِمَ يُعرض الإنسان عن التذكرة والإنابة؟ !!
وإن من الكتب التي أحدثت عندي ذكرى وأحسست في قراءته بموعظة بليغة، كتاب أحسست في قراءته:
كأنني في الجنة وفي نعيمها ـ والجنة أعظم نعيماً من ذلك ـ، فازددت لها شوقاً، وازداد يقيني بأن ما عند الله خير مما ذكر صاحب الكتاب، فكيف بما عند الله؟!!