فصل الواو:

الجو: ما بين السماء والأرضِ.

الجوب: قطع الجوية وهي كالغائط من الأرض.

ثم استعمل في قطع كل أرض كقوله تعالى {جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَاد} 1.

وجواب الكلام ما يقطع الجوب فيصل من فم القائل إلى سمع المستمع لكن خص بما يعود من الكلام دون المبتدأ من الخطاب. والجواب يقال في مقابلة السؤال. والسؤال ضربان: طلب مقال وجوابه المقال، ومنه {أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّه} ، وطلب نوال وجوابه النوال، ومنه {أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} . أي اعطيتما ما سألتما. والاستجابة الإجابة وحقيقتها التحري للجواب والتهيوء له لكن عبر به عن الإجابة لقلة انفكاكها عنه نحو {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} .

الجود: صفة هي مبدأ ما ينبغي لا لغرض فلو وهب كتابه لغير أهله لغرض دنيوي أو أخروي لا يكون جودا2، وأصله بذل المقتنيات مالا أو علما. وجاد بنفسه سمح بها عند الموت.

جودة الفهم: صحة الانتقال من الملزومات إلى اللوازم3.

الجوع: ألم ينال الحيوان من الخلو عن الطعام، ذكره الراغب. وقال الحرالي: غلبة الحاجة للغذاء على النفس حتى تبرامى لأجله فيما لا يتأمل عاقبته، فإن كان بلا غلبة مع حاجة فهو الغرث, وكذلك في الجوع بلا ماء. وقال بعضهم: الجوع فراغ الجسم عما به قوامه كفراغ النفس عن الأمنة التي بها قوام ما.

وقال الصوفية: غذاء الروح وشفاء القلب المجروح.

الجوف: الخلاء ثم استعير لما يقبل الشغل والفراغ، فقيل جوف الدار لداخلها وباطنها.

الجوهر: ماهية إذا وجدت في الأعيان كانت لا في موضع وهو منحصر في خمسة: هيولى وصورة وجسم ونفس وعقل، لأنه إما أن يكون مجردا أو لا، والأول إما أن لا يتعلق بالبدن تعلق تدبير وتصرف أو يتعلق. والأول العقل والثاني النفس، وغير المجرد إما مركب أولا، والأول الجسم والثاني إما حال أو محل، الأول الصورة والثاني الهيولى وتسمى الحقيقة4.

فالجوهر ينقسم إلى بسيط روحاني كالعقول، والنفوس المجردة، وإلى بسيط جسماني كالعناصر، وإلى مركب في العقل دون الخارج كالماهيات الجوهرية المركبة من الجنس والفصل، وإلى مركب منهما كالمولدات الثلاثة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015