وقد ترجم له أيضا المحبي1 ترجمة لا تخرج عما جاء في الترجمة السابقة.

كما ترجم المؤلفون المعاصرون من أمثال سركيس في معجم المطبوعات وجورج زيدان في تاريخه لآداب اللغة العربية، وكحاله في معجمة للمؤلفين والزركلي في أعلامه وغيرهم2.

المناوي العالم الموسوعي:

لقد ألف الإمام المناوي في كل علم وفن وضرب بسهم وفير في كل ميادين المعرفة الإسلامية، وقد جمع فأوعى، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا أخذ منها بنصيب وافر، فخلف لنا مؤلفات جليلة في الفقه والشريعة والأحاديث والتصوف، بل وفي الطب والحيوان والنبات، وترك لنا عدة شروح تهافتت عليها الناس في زمانه3، وما زالت إلى يومنا هذا زادا وزوادا لكل الباحثين والدارسين. وقد جرت عليه هذه الشهرة وهذا الصيت الكثير من الحسد والغيرة وخاصة من أقرانة الذين لم يتورعوا عن دس السم له في الطعام4، مما أثر في صحته وشل أطرافه، ولكنه استمر حتى آخر يوم في حياته يؤلف ويملي تآليفه على تلاميذه وعلى ابنه تاج الدين محمد. وقد وصل الحقد بالبعض إلى درجة إفراد المؤلفات للرد عليه، وهو ما حدث للشيخ أبي بكر بن إسماعيل الشنواني "المتوفى سنة 1019هـ/ 1610م"5 الذي ألف كتابه "الشهاب الهاوي على عبد الوهاب الغاوي المناوي" يرد فيه على ما أورده المناوي من اعتراض على كلام شيخه الشهاب أحمد بن قاسم العبادي "المتوفى سنة 994هـ"6، فيما ذكره في تعريف الصحابي.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015